أحمد عبدالرحمن سنكي – السبت 3/7/2021 – جريدة اليوم
أثناء مرورك بمقهى معالي المثقف تجد أنه قدم صنوف المعرفة والثقافة عبر مواسم متعاقبة ومتعددة من خلال أواني الذهب والفضة.
لم يكن الربح والخسارة هدفا بقدر ما كان سبر أعماق المثقف واستخراج لآلئهم المكنونة هاجسا وشغفا يصعب إخفاؤه. وإني عندما أشبه هذه الرحلة بمقهى فإني بلا شكلا استنقص من حجم هذه الرحلة وصاحبها ولا استنقص كذلك من عظمة تلك المقاهي التي لطالما ارتبطت بالثقافة والمثقفين وكانت عبر العصور الحاضنة الأولى لهم.
وكأني أرى صاحب المعالي وبعد عناء يوم شاق وطويل تناول من خلاله صنوف الثقافة والمثقفين يترجل عن حصانه وينزوي على طاولته المفضلة في زاوية مقهاه العتيق ليهنأبالقدح الذي يحب ويهوى.
ها هو الآن يتفتح على قامات السعودية المنسية، كفراشة بين وردة وأخرى فمرة تراه يرتوي من رحيق غازي القصيبي ومرة الغذامي ومرة أخرى طه زمخشري وعلي مهلودون عجلة تناول الصبان. فلا المقهى مفتوح ولا المثقفون ينتظرون. أضناه المسير وأتعبته الخطا. آن للمثقف الحقيقي أن يرتشف الهوى على مهل.
دائما ما كان الحنين موجعا، ولكنه بسحر القلم سلط الضوء على تلك الزوايا المظلمة في موروثنا الثقافي السعودي لنعود له كلما أتعبتنا وجودية نيتشه وسوداوية كافكا.
شكرا معالي السفير المثقف على هذا الكم المفرط الجمال من البيان والتبيين لنخبة منسية من مثقفي هذه الأرض المباركة، شكرا تركي الدخيل.