اللهم لطفك يا لطيف… عش العنكبوت تسلل إلى أحشاء والدتي التي تعالج في الولايات المتحدة للمرة الثانية…
اللهم لطفك… ما لبثت فرحتنا بمكافحة العش في المرة الأولى… حتى خاتلنا الغادر ثانية… فيا لطيف اللطف…
أي شيء في هذه الدنيا أعظم قيمة من الأم؟!
أي قيمة تساوي الأم، وأي معنى يضاهي الأمومة؟!
أي ألم يمكن أن يجتاح شخصاً، كأن تمنعك عن مرافقة والدتك المريضة وخدمتها والالتزام بين قدميها الطاهرتين، ورقة صغيرة في جواز سفرك تسمى تأشيرة!
هل يزداد ألمي لأن عش العنكبوت يصيب جدار بطنك يا أماه… هذا البطن الذي ما أحسست بالأمن كإحساسي به عندما يضمني؟!
كم ضمة منك يا حبيبتي أسكنت ما ارتجف من عظامي؟!
كم ضمة منك يا عيني زودتني بالطمأنينة لأواجه الملمات؟!
كم ضمة منك يا قلبي هربت إلى امنها من مصائب الدنيا؟!
هل يزداد ألمي يا أماه لأن بطنك المصاب كان بيتاً لي ومأوى لي خلال اشهر الحمل؟ لست وحدي بل أنا واشقائي وشقيقاتي الثمانية حيث عاش كل واحد منا فيه تسعة أشهر؟!
يا حلوة اللبن… ليت أن الصحة توهب، لوهبتك حياتي…
يا صانعة الفرح… ليت أن الحياة تعطى، لأعطيت عمري من يستحقه، ولا أحق منك به.
يا حبيبتي يا أماه… لم أعهد ألماً كألمنا بمصابك، لأننا نقف عنده عاجزين عن فعل شيء أكثر من الدعوات الصادقة…
يا ليتني بينك وبين المضرة
من وخزة الأبرة إلى سكرة الموت
لم أعد أذكر إلا ثوبي الجديد الذي كنت تلبسيني إياه ومشطك الأسود الذي كنت تسرحين شعري به يوم كنت صغيراً، ودعواتك الطيبة قبل ان تودعيني عند باب منزلنا:(أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).
لم يبق في ذاكرتي يا سيدتي إلا دعواتك بأن يقر الله عينك بي…
يا حبيبتي هذه بضاعتك ردت إليك، فاللهم اني أعيذها بكلماتك من كل سوء.
اللهم انا لن نستودع احداً أعظم منك أماً تعبت وبذلت وسهرت وقلقت من أجلنا، ولا أكرم منك فيسأل، ولا اعظم منك فيرجى… اللهم يا لطيف الطف بنا بلطفك بها… اللهم انا نسألك باسمك الأعظم الذي اذا سئلت به اعطيت واذا دعيت به اجبت ان تخفف عنها، وان تجعل ما اصابها تكفيراً لذنوبها ورفعة لدرجتها وعلواً في منزلتها، وان لا تحرمنا منها يا أكرم الأكرمين.