جاء الصيف وعادت مشكلة الكهرباء ماثلة أمامنا. انقطاع للكهرباء في عرعر وفي رجال ألمع، وفي عدد من المدن. الصيف اللاهب يتطلب استعدادا كبيرا من شركة الكهرباء فالناس في بيوتهم ومدارسهم ومكاتبهم يحتاجون إلى الكهرباء بشكل مستمر، ونحن في بلد خيره كثير، ولا نريد أن تتحول البيوت إلى أفران، فنحن في السعودية ولسنا في لبنان البلد الذي يعاني الأمرّين مع الكهرباء ولم يحسم أموره وميزانياته بعد. الشركة مطالبة بإيضاحات فعلية عن آليات الاستعداد التي تتخذها، وكلنا نذكر أن الأعوام الماضية شهدت تصريحات كثيرة لمسؤولين في الشركة عن الاستعداد والمشاريع، لكن يأتي الصيف فيكشف المستور.
الأمطار تكشف الشوارع وتفضح تصريف السيول، والصيف أيضا يكشف الخدمات وعلى رأس الفضائح التي يكشفها الصيف فضائح الكهرباء. العجيب أن مدير شركة كهرباء المنطقة الشمالية المهندس محمد المصلوخي قال: “إن ما يحدث من انقطاعات متكررة على شبكة الكهرباء، يعود لتجهيز وإدخال مولدات ومشروعات جديدة، أهمها محطة الجوف التي تخضع للاختبارات النهائية للتشغيل، الأمر الذي أدَّى لانقطاع الكهرباء بشكل جزئي، مضيفا أن الشركة أعدَّت خطة سابقة ومجدولة في اختيار هذا التوقيت”!
ماذا عن ثانوية القارة شرق الأحساء التي اضطرت لإخلاء جميع الطالبات والبالغ عددهن 700 طالبة بسبب انقطاع الكهرباء؟! هل الشركة غير مسؤولة عن أي انقطاع فقط لأنها تعد مشاريع جديدة؟ ثم أين هي المشاريع الجديدة التي يبشّرنا بها كل مسؤول منهم منذ ثلاث سنوات أناقش فيها كل صيف مأساة الكهرباء! إذا كان الأطفال في المدارس سيذيب جلودهم الحر، والفتيات في مدارسهنّ سيعانين الأمرّين من الحرارة وآلامها فإننا سنشهد صيفا مؤلما تقصّر فيه شركة الكهرباء وآمل أن لا تكون بمواقفها متفرجة!
قال أبو عبدالله غفر الله له: شركة الكهرباء عليها مسؤولية كبيرة، وإذا كانت ستشاهد الناس وهم تحت شواء الشمس من دون أن تتدخل إلا بالتصريحات فإن هذا يعني شكلية المشاريع التي يطرحونها كل سنة. زيادة طاقات التشغيل وتوسيع المشاريع بات ضرورة ملحة، فالصيف أقوى منا جميعا، والناس في إجازاتهم يحتاجون إلى التكييف وإلى الثلاجات فليسوا كلهم يستطيعون التقلب في الأجواء الباردة في السعودية أو خارجها، ولا ننسى المرضى الذين يستخدمون أجهزة خاصة وسواهم من المحتاجين إنسانيا للكهرباء، فماذا ستفعل الشركة يا ترى؟!