تركي الدخيل
من الشعارات ذائعة الصيت للصحافي الصديق عثمان العمير مقولته الشهيرة التي كتبها في زمن مضى: «اتركوا التعصب وشجعوا الهلال»، بالطبع هذه العبارة ذات رمزية وبعد طريف وإلا فمن المستحيل على مجتمع بأكمله أيا كان أن يجمع على ناد واحد، غير أنها كانت عبارة مرتبطة ببهجة وسعادة لإنجازات فريق الهلال!
بقريب من هذه العبارة واجه أمير الرياض الشاب النشيط، تركي بن عبدالله، التعصب الذي رافق التقييم الذي ضخ إعلاميا أيام مباريات المنتخب السعودي في كأس الخليج حين هتف قائلا: «اتركوا التعصب وشجعوا المنتخب». من الواضح أن هناك حالات تشنج وتعصب تصبغ المجال الرياضي السعودي على كافة الأصعدة، حتى أن عيونا ذرفت دموع الحزن حين تم تتويج النجم السعودي، ولاعب الهلال ناصر الشمراني بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2014.
ثمة مسافة بين الانفعال الطبيعي والعادي الموجود في كل الأندية العالمية تقريبا، وهناك شحن كبير بين الأندية المتنافسة عادة، بل تصل حد الضرب بين اللاعبين والشحن المستمر بينهم، غير أن ترحيل الحالة هذه إلى المنتخب الذي يمثل القيمة الجامعة والآصرة القوية للمجتمع كله، هو الخطر الحقيقي. أعرف أن أميرا مثقفا واعيا حاد الذكاء مثل عبدالله بن مساعد يعرف حجم هذه المشكلة وتصاعدها ولعله يوجد لهذا الإشكال حلا ودراسة كاملة بالتعاون مع مؤسسات التعليم طبعا.
لكل إنسان الحق أن يشجع ناديه المفضل هذه بدهية، غير أن تحويل هذا التشجيع إلى تعصب أعمى يجعل من الإنسان كائنا يرتاده الحمق، إذ المنجزات الوطنية كافة التي تحققها الأندية خارجيا، أو المنجز الوطني عبر منتخبات المملكة إنما هي انعكاس لنا، ولا أدري عن سر وسبب تنامي هذا الحقد الدفين على المنتخب السعودي أو منجزات المبدعين من الأندية.
إنها رياضة وليست حربا، فكروا مليا لوزن عاطفتكم مع عقلكم. فالوطن أكبر من كل اليافطات الصغيرة والكبيرة!
جميع الحقوق محفوظة 2019