تركي الدخيل
لا يمكن أن تكون حال القاصرات بمنأى عن النقاش دائما، فلا غرابة أن الذي يقتنع بإمكان تزويج الصغيرة غير الراشدة أصلا التي لم تتجاوز سنواتها العشر تجده يحتج على ظهورها أو خروجها؛ لأنه ينزع عنها صفة «الطفولة» ليضعها بمصاف النساء اللواتي يمكن تزوجهن، من المخيف أن يوجد في المجتمع من تثير غريزته طفلة.
تداول مغردون قبل أيام احتفالا طفوليا في بريدة، مليء بالرقص البريء العادي الذي يتم في أي مكان وفي أي مناسبة، غير أن العيون المتوحشة المتربصة رأت في هذا الرقص مجونا، بل واتجهوا لقذف أولياء أمورهن والبحث عن أساليب للطعن في أعراض أهليهن، بل وأعراضهن وهن لما يتجاوزن سن الطفولة أصلا.
تحدث الدكتور عبدالله الفوزان أستاذ علم الاجتماع في جامعة حائل لقناة «MBC» ظهر الجمعة، متناولا حكاية الداعية الطفلة «غيداء» التي استقطبت من مجموعة من الجهال المتحمسين، ليضعوها على منصة ويطلقوا عليها «أصغر داعية» وهي تجهش بالبكاء مطالبة الناس بالتوبة وهي لم تبلغ أصلا سن التكليف، كذلك عرض على القناة طفل صغير يجهش بالبكاء مع مجموعةٍ من الأطفال في حفلٍ دعوي وهو يطالب زملاءه بالتوبة من الذنوب والمعاصي! الفوزان قال إن هذه الظاهرة هي التي تسبب الطفرات الحادة فيما بعد مثل الإلحاد أو كراهية الدين والنفور منه، وإلا كيف يطالب طفل صغير بالتوبة وبالدعوة إلى الله، أو طفلة صغيرة بأن تبكي وتشعر بالذنب الفظيع! نحن أمام ظواهر خطيرة للغاية، وأتمنى من وزير الشؤون الإسلامية الحازم سليمان أبا الخيل التدخل فورا، لضبط هؤلاء الجهال، ووضع أنشطتهم عند حدها، وحفظ قدسية الطفولة وجلالها وبراءتها.
جميع الحقوق محفوظة 2019