سبع سنواتٍ مضت على هذه الزاوية، مساحة من جريدة “الوطن”، شهدت فيها الزاوية تحولاتٍ كثيرة، حتى كاتب هذه السطور كان ضمن سياق التغير، لأن الذي لا يتغيّر يحتاج إلى طبيب.
حاولت الزاوية أن تصل إلى هموم الناس وأمانيهم، وأحياناً أن ترسم ابتسامةً على محيّاهم بسخريةٍ تتضمن فكرة، وأرجو أن ينال صاحبها أجر المجتهد، وإن أخطأ! لم تدّع الزاوية يوماً الوصول إلى صواب مطلق، بل هي آراء تختم بطلب المغفرة، هكذا يقول أبو عبدالله رأيه فإن أصاب فله أجر وإن أخطأ فله أجران.
سبع سنواتٍ وزيادة، من صحبة هذه الشريحة الرائعة من قراء “الوطن”، تمنيتها –أي الزاوية- أن تكون واسعةً سعة مساحة وطننا. مرّ كاتب هذه السطور على قصص عديدة، وإذا كنت قد كتبتُ بشكلٍ يومي على مدى سبع سنوات فقد حملت الزاوية مسؤولية كتابة أكثر من ألفين وبضع مئات من المقالات، وأتمنى أن تكون قد ساهمت في تعديل فكرة أو التحريض على إيجابية، أو التشهير بخطأ فادحٍ حمايةً للإنسان والمجتمع.
“غفر الله له” يودعكم بهذه المقالة، على أمل ألا يطول الغياب عن القارئ الكريم الذي يقود عينيه يومياً إلى هذه المساحة، فأشكره على تعليقه، على قراءته، وطباعته للمقالة، على التفاعل الحيوي معها، على رفضه أو قبوله لأفكارها. المقالة لا تحيا من دون الناس، الناس هم الذين ينعشونها، القراء والمعلّقون، لهذا لم تكن الزاوية تعبيراً عني بقدر ما كانت تحاول الوصول إلى فكر الإنسان في مجتمعي، ما الذي يريده؟ وكيف يمكنني أن أساهم بإقناعه بفكرة؟ أو طرح مقترحٍ له؟! هكذا كنتُ أفكر. أبو عبدالله غفر الله له بمساحة الزاوية كان يناقش مع الجميع ما يؤرقه من خلال ما يكتب.
تجربة “الوطن” بسنواتها السبع، وبكل ما كتبته فيها ثرية، يكفي أنها الجريدة المشاغبة، لقد عاصرتُ رؤساء تحرير، لم يتح لي أن أعاصرهم لو لم أكتب في “الوطن”، وأتمنى لآخرهم الزميل طلال آل الشيخ، كل التوفيق، لإدارة فريق “الوطن” المعطاء، الذي تحملني طوال هذه الفترة، فالشكر لهم، والعذر منهم.
قال أبو عبدالله، غفر الله له: يبقى كل حرفٍ أكتبه هو اجتهاد، والتوقف لتأمل التجربة، والتفكير فيها، ومحاولة رصد الإيجابي والسلبي، مطلب، وهكذا تسير الحياة بكل تحدياتها.
شكراً لـ”الوطن” الجريدة، وللوطن الأم، لتحمل أبنائه، ولكل قراء “الوطن” وللإخوة رؤساء التحرير الذين عاصرتهم جميعاً.