دبي:
قال رجل الأعمال السعودي ورئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة عبدالله صادق دحلان أن هناك أزمة إسكان حقيقية قائمة بالسعودية، وأن الاعتراف بهذه المشكلة ضرورة، منتقداً بعض المسؤولين الذين يعتبرون أزمة الإسكان مجرد فرقعة إعلامية، كاشفاً عن بحثٍ أجرته الجامعة التي يرأسها إذ توصلت إلى أن 38 بالمائة من السعوديين لايجدون سكناً. وأضاف أن وزير التخطيط السعودي محمد الجاسر أنكر وجود أزمة سكن حقيقية في السعودية. وأضاف أن 30 بالمائة من السعوديين يعيشون بصناديق وعشش وهذه أرقام بحسب دحلان جاء بعد دراسات وأبحاث قامت بها جامعته. واعتبر أزمة الإسكان من الصعوبة أن تحل بيومٍ وليلة وانتقد توزيع الأمانات للمنح بحيث يأخذ البعض أرضاً تساوي الملايين بينما يعطى البعض الآخر الأرض التي لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف.
جاء ذلك أثناء حوار الإعلامي: تركي الدخيل معه في برنامج “إضاءات” على قناة العربية والذي سيبث في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت السعودية من يوم الجمعة 7 يونيو ويعاد في الساعة الخامسة مساءً بتوقيت السعودية من يوم الأحد 9 يونيو.
وقال دحلان أن هناك مساحات ضخمة بالسعودية لكن الأراضي المطورة والصالحة للبناء قليلة إذ تحتاج إلى خدماتٍ بداخلها، متسائلاً: من الذي سيسكن في الربع الخالي أو الصحاري الشاسعة؟! ورأى أن التجار ينامون على الأراضي حتى ترتفع أسعارها ثم يبيعونها وهم بهذا يعيقون التنمية في السعودية، ذلك أن المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية، وهذا لا يختلف عن أن يقوم أحد بشراء كل كميات الأرز الموجودة في السوق وتخزينها.
دحلان طالب بتغيير السلوك في السكن، نافياً أن يكون بيته كبيراً بل انتقل من فيلته إلى شقة على البحر بعد أن كبر الأبناء وأصبح مع زوجته قائلاً:”كنت أسكن في ألف متر في بيتي حين كان عندي أربعة أطفال لكنني الآن وبعد أن أصبحت وزوجتي فقط لدي شقة على البحر لا تتجاوز مساحتها 300 مترر فقط”. وطالب دحلان بتغيير السلوك وهجر المظاهر الكذابة التي وقع فريستها السعودي في اختياره للسكن.
وفي سياقٍ آخر استغرب دحلان اهتمام السعودية بالبترول ونسيان الذهب، وقال:”كنت أذكر مهد الذهب ورجال الأعمال الكبار عملوا به، ولماذا لا نستغل الظرف الحالي للاتجاه للحفاظ على الذهب كمخزون بدلاً من تحويله للتجارة”.
وانتقد دحلان وزير العمل المهندس عادل فقيه الذي رأى أنه يحترمه لكنه لا يخشاه لا هو ولا وزارة العمل، معبراً عن اختلافه مع وزير العمل الذي يمارس العنف في التطبيق للنظام، واستدرك:”من الممكن أن يكون تطبيق النظام ضمن أسلوب جذاب وليس أسلوباً استفزازيا”. ورأى أنه بانتاقده لوزير العمل إنما يقوم بهدفٍ تنموي لمصلحة الوطن وتطويره.
اسم البرنامج: إضاءات
مقدم الحلقة: تركي الدخيل
تاريخ الحلقة: 7 يونيو 2013م
ضيف الحلقة: د. عبد الله صادق دحلان
“رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، ورجل الأعمال السعودي”
تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاكم الله في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي (إضاءات)، ضيفي في هذه الحلقة هو الدكتور عبد الله صادق دحلان “رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، ورجل الأعمال السعودي” حيَّاك الله يا دكتور عبد الله
عبد الله دحلان: أهلاً وسهلاً ومرحباً أستاذ تركي
تركي الدخيل: دكتور عبد الله بالإضافة إلى كونك رجل أعمال إلا أنك تمارس الكتابة الأسبوعية وهي ما سنقف على معظم ما جاء فيها خلال حوارنا اليوم، نشرت العربية نت في (13 مارس 2013م) خبراً جاء فيه: (إن مشكلة الإسكان هي حقيقة واقعية في دول الخليج، خاصة في المملكة العربية السعودية، والقيادة السعودية وعلى رأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حريصة كل الحرص على حل هذه الأزمة، التي استشعر أهميتها منذ سنوات، وتم رصد 250 مليار ريال لإنشاء نصف مليون وحدة سكنية، وهناك جهود جبارة تبذلها القيادة)، ثم قلت طالبت الأسر السعودية بتغيير نمط استخدامها للمساحات السكنية الكبيرة إلى أنماط صغيرة، والتحول من السكن في الفلل إلى الشقق بشكل تدريجي، كما أنه من الحلول السريعة تدخل القطاع الخاص بمبادرات قوية، وإنشاء شركات متخصصة بشكل سريع، الاستعانة بمقاولين دولين بالشراكة مع مقاولين سعوديين. هل مشكة السكن في السعودية في هذه الأرض الشاسعة أنه ما يقدرون الناس يسكنون فلل لازم يسكنون شقق يا دكتور عبد الله؟
لابد أن نعترف أن هناك أزمة إسكان في السعودية، فالبعض يعتقد أن أزمة السكن مجرد فرقعة إعلامية
عبد الله دحلان: لا لا أبداً أبداً القضية وما فيها أولاً لابد أن نعترف بأن هناك أزمة، هناك أزمة إسكان قائمة..
تركي الدخيل: فيه أحد من الثمانية وعشرين مليون بالسعودية يقول ما فيه أزمة؟
عبد الله دحلان: فيه بعض من المسؤولين وبعض من صناع القرار يعتقدوا أنها فرقعة إعلامية كبيرة جداً لكن الحقيقة هي أزمة حتى كان هناك اعتراض على تسميتها كأزمة، وأنا قلت لابد أن نسميها أزمة لأنها هي فعلاً أزمة.
تركي الدخيل: أنتم بحث في الجامعة..
عبد الله دحلان: عندنا بحث أعددناه في الجامعة جامعة الأعمال وقدمناه وأنا عرضته شخصياً في منتدى جدة الاقتصادي وأكدنا أن هناك أزمة..
تركي الدخيل: قلتم 37% من السعوديين لا يملكون مسكناً بالإضافة إلا أن 30% يعيشون في مساكن غير لائقة.
عبد الله دحلان: وهذه حقيقة عندما قام أحد المسؤولين وقال إن هذه المعلومات غير دقيقة قلنا له اثبت العكس.
تركي الدخيل: مين المسؤول اللي قال لكم؟
عبد الله دحلان: أحد الوزراء
تركي الدخيل: وزير الإسكان؟
عبد الله دحلان: أحد الوزراء عندما..
تركي الدخيل: بس قال في مكان عام يعني ليش أنت قاعد الحين..
عبد الله دحلان: لا لا أنا أقول وزارة التخطيط وزير التخطيط كان يقول في الجلسة اللي بعدها علينا أن نستقي المعلومات من مصادرها، نحن كجامعة قلنا إن هذه معلومات أخذناها من مصادرها وحطيناها على الويبسايد وحطينا المراجع بالأرقام وبالإحصائيات لم نأت بشيء جديد إحنا جامعة عندنا أمانة علمية لا يمكن أن نخرج عنها وهذه حقائق أن هناك..
تركي الدخيل: بس دكتور عبد الله وش اللي ممكن يجعل هناك تباين يعني -مثلاً- فيما يتعلق بالبطالة طريقة إحصاء البطالة تخلي فيه اختلاف في النِسَب، فيما يتعلق بشح المساكن وش اللي يخلي فيه اختلاف بالنِسَب؟
عبد الله دحلان: اختلاف النِسَب يقال بأن هناك 67% يملكون سكناً، لكن فيه تفرقة ما بين السكن، سكن لائق وسكن غير لائق، لا يمكن أن أعتبر الناس اللي في صنادق وفي خيام وتحت العشش وتحت الأشجار أن هؤلاء يملكون سكناً..
تركي الدخيل: وهذولا اللي أنتم اعتبرتم أنه 30% من السعوديين يعيشون في مسكن غير لائق يعيشون في صنادق وعشش..
أزمة الإسكان في السعودية لن تُحلّ بين عشية وضحاها
عبد الله دحلان: يعيشوا في صنادق ويعيشوا في عشش ويعيشوا في خيام، هذه مجموعة هذه الأرقام لم نأت بها من جديد هذه موجودة في إحصائيات إنما الذين يسكنون في سكن لائق عددهم محدود جداً لا يتجاوز عن 37%، لا نريد أن ندخل في أرقام لكن دعونا نتفق بأن هناك أزمة، معالجة هذه الأزمة وأنا لابد أن أشيد بأن الأخ وزير الإسكان الحقيقة لديه جهود جبارة يبذلها هو وزملاؤه في وزارة الإسكان لكن الجهود الجبارة أمام الأزمة قد لا تعالجها في يوم وليلة، ولهذا أنا أقول للمواطنين عليكم بالصبر، لأن هي تراكمات الماضي، ما هي تراكمات أمس ما هي مسؤولية الوزير الحالي، إحنا أنشأنا وزارة إسكان ثم ألغينا وزارة الإسكان، ثم رجعنا أنشأنا وزارة للإسكان، يعني تجارب حقل تجارب كنا فيه الحقيقة، الآن بدأ الطريق الصحيح لمعالجة الأزمة عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بانتقال كل الأراضي من الأمانات الحقيقة مع احترامي وتقديري للأمانات توزيع خاطئ كان في القديم..
تركي الدخيل: اللي هي وزارة الشؤون البلدية
عبد الله دحلان: وزارة الشؤون البلدية توزيع خاطئ كان للمنح، منهم من يأخذ بالملايين مئات الآلاف، منهم من يأخذ بالتسعمائة والستمائة، وأنا أقول حتى تسعمائة متر كثير
تركي الدخيل: كثير
عبد الله دحلان: حتى تسعمائة متر كثير إذا كان عندنا مساحات أراضي محدودة أمام طلب ضخم جداً لماذا لا نُخفض..
تركي الدخيل: يعني حضرتك تميل إلى ما قاله وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف قدام الملك لما عُرضت المساكن وقال أن الأربعمائة وخمسين كبيرة وغضب كثير من الناس على الوزير لأن الملك يقول خذوا أكبر كبروا والمسؤولين يقولون..
عبد الله دحلان: يا أخي الفاضل أنا في هذه فقط يمكن أتفق مع وزير المالية لأنه عندك مساحات..
تركي الدخيل: ما تتفق على شيء ثاني مع وزير المالية؟
عبد الله دحلان: أشياء كثيرة أختلف معه فيها لكن في هذه أتفق معه لأن هناك مساحات ضخمة جداً في المملكة، لكن من يروح الربع الخالي يبني، من يروح في الصحراء يبني؟ نحن نتكلم عن الأراضي المطورة الصالحة للبناء عليها، كلمة تطوير يعني تحتاج لك طرق، تحتاج لك مياه، تحتاج لك مجاري، يحتاج لك الخدمات بكاملها، وبالتالي يوجد أراضي لكن لا توجد أراضي مطورة، كان في القديم تُمنح الأراضي للمواطنين في مناطق غير مطورة، يلجأ المواطنين إلى بيعها بأسعار بخسة، هناك تجار صيادي فرص يبحثوا عن أراضي المنح يشتروها ويناموا عليها حتى تصل
تركي الدخيل: الأسعار
عبد الله دحلان: الأسعار إلى المستويات التي وصلت لها، تنمية زاحفة ماشي انتظروا عشرين سنة خمس وعشرين سنة وهم الذين عطلوا التنمية في بلادنا، بعض من تجار الأراضي الذين اشتروا الأراضي وحافظوا عليها سنين طويلة حرموا كثير من المواطنين من الاستفادة منها، ولهذا تجد وسط المدن أراضي ضخمة وكبيرة فاضية.
تركي الدخيل: بس السؤال موش من حقي أنا بوصفي تاجر عقار -مثلاً- أن أشتري دافع بفلوسي
البناء الرأسي يوفر مساحات واسعة للإسكان
عبد الله دحلان: اشتري دافع بفلوسك ولكن ما تعطل مصلحة عامة، المصلحة العامة تقول أنه لابد الكل.. إذا كان هذا المنطوق صحيح إذاً يجي واحد من كبار رجال الأعمال ولّا واحد عنده ثروة كبيرة يشتري كل كمية الرز الموجود في السوق ويخزنها في مستودعاته وإحنا نتضرر لا؛ المفروض على الأراضي الفضاء في داخل المدن توضع لها مدة زمنية معينة لتطويرها، وإلا تُنزع مليكتها للصالح العام وتأخذها وزارة الإسكان أو البلديات لبناء عليها مشاريع، وهنا أنا عندما طالبت قلت إنه لا المليون متر مربع منح مقبولة ولا المائة ألف حتى التسعمائة كثيرة، لماذا لا نُحدد منح الأراضي إلى أربعمائة وخمسين متر يصير الاستفادة بدل ما واحد يأخذ الأرض لواحد شخص تكون لشخصين ضاعفنا كمية الأراضي الموجودة. ثانياً: لماذا لا نسمح بالبناء الرأسي؟ ليش دورين فقط، نستفيد من عشرة أدوار لتوفير كميات أكبر من المساحات للإسكان. ثالثاً: أنا أقول لك عن نفسي..
تركي الدخيل: هل السعوديين مهيئين للانتقال كلهم..
لابد أن نُغيِّر سلوكنا من أجل حل أزمة الإسكان
عبد الله دحلان: لابد أن يتهيأ السعوديين، أنا شخصياً أسكن في بيت وقد يعتقد البعض أني أسكن في عشرة آلاف متر مربع، لا؛ أنا من سبع وعشرين سنة أسكن في نفس البيت، ولا يزيد عدد الأمتار عن ألف وأربعمائة متر، وأرى أن الوقت الحاضر أيضاً عندما كان عندي أربعة أطفال، اليوم ما عندي إلا أنا وزوجتي أنا الآن أنتقل إلى شقة على البحر لأن أسكن أنا وزوجتي لوحدها لا تزيد مساحتها عن ثلاثمائة متر مربع، إذاً لابد الناس يتعودوا، المظاهر الكذابة التي عشنا فيها فترة طويلة وأنا واحد من الناس معهم لابد أن نغير سلوكنا، اليوم الحاجة لابد أن ننظر إلى الفقراء، لابد أن ننظر الناس المحتاجين، لابد ننظر للشباب اللي ما عنده يا أخي فلوس يشتري بيت.
تركي الدخيل: بس تغيير السلوك دكتور عبد الله دحلان “رجل الأعمال السعودي” هل يجب أن يكون بس نجي للناس نقول لهم غيِّروا سلوككم ولّا مفروض أنه يكون فيه حملات طويلة المدى..
عبد الله دحلان: لابد يكون فيه حملات توعوية وتثقيفية ولابد أيضاً تأخذ المبادرة بعض من أصحاب القصور وأصحاب البيوت والأراضي الضخمة يأخذوا هذه المبادرات وينتقلوا ويسكنوا في شقق لائقة عشان نعرّف الآخرين، ترى في مصر رئيس الوزارة يسكن في شقة، وإذا سكن واحد منهم في فلة أو في بعض الدول يبدؤوا يحققوا وراءه يشوفوا من فين جاب الفلوس عشان يسكن في هذه الفلة، اليوم قل لي فيه وزير عاد جالس في شقة، يعني بصراحة أقول لك إحنا نبدأ بنفسنا، إحنا كرجال أعمال كبار إحنا كوزراء مسؤولين، إحنا كمُنظِّرين نبدأ بنفسنا أولاً عشان يقتدوا الآخرين؛ لأن فكرة كل واحد يسكن في فلة غير منطقي، لن نستطيع أن نوفر لا الإمكانيات المالية ولا دخل الفرد ولا دخل الأسرة يستطيع يعني يوفر فلة.
تركي الدخيل: أنت حضرتك تقول أنك انتقلت إلى شقة الحين
عبد الله دحلان: هنقل إلى شقة
تركي الدخيل: أو هتنقل إلى شقة، أولادك الأربعة ساكنين في شقق؟
عبد الله دحلان: أولادي يسكنوا في دبلوكسات وأنا أقادر أن أسكنهم في فلل كبيرة جداً لكن أريدهم أن يتعودوا على الحياة وينتقلوا تدريجياً..
تركي الدخيل: طيب دبلوكسات وغير الشقق يعني عيالك بدبلوكسات وتبي الناس يروحون شقق..
عبد الله دحلان: عيالي أول ما سكنوا في شقق في عمارة خاصة بي في شقق، بعدما تزوجوا وأصبح عندهم أبناء انتقلوا إلى دبلوكسات.
تركي الدخيل: طيب خلينا ننتقل إلى قصة ثانية، أيضاً في مقالة كتبتها حضرتك في جريدة الوطن في (16 إبريل 2013م) بعنوان “الإسكان أكبر أزمة تواجهنا”، قلت: (إن أزمة السكن في المدن الكبرى في المملكة هي القضية الرئيسية، بسبب تكدس السكان فيها نتيجة نزوح المواطنين من القرى والمدن الصغيرة إليها، طلباً للعلم ثم العمل الذي يهدف إلى تأمين العيش الكريم)، كيف يمكن أن نواجه أزمة الإسكان غير إننا نقول للناس انقلوا..
عبد الله دحلان: الحلول كثيرة هذا ليس شرطاً، من ضمن الحلول اللي أنا أطرحها شخصياً أقول الاستغلال الأمثل للأراضي المتاحة في داخل المدينة. رقم اثنين هناك أراضي تبع المدينة بالإمكان إعادة تطويرها مرة أخرى..
تركي الدخيل: بس هذه مسؤولية رجال الأعمال ولّا الدولة؟
عبد الله دحلان: لا؛ مسؤولية الدولة، السكن لذوي الدخل المحدود والسكن للفقراء مسؤولية الدولة لا نرميه على القطاع الخاص، القطاع الخاص ممكن يكون مطور لطبقة معينة، القطاع الخاص ممكن يكون مطور للدولة لكنه ما هو مسؤوليته أن يبني سكن لفئة معينة هي من مسؤولية الدولة، جميع الدول في العالم مسؤوليتها أن تسكن ذوي الدخل المحدود أو الفقراء، فبالتالي هذه مسؤولية الدولة أساسية على الدولة أن تقوم بالتعاون مع القطاع الخاص كمطور كمنفذ كمقاول لتطوير أراضي حول المدن لبناء سكن لذوي الدخل المحدود، نحن في المملكة لم ننجح بكل الجهود التي بُذلت منذ خمسين سنة لم ننجح في بناء مساكن لذوي الدخل المحدود أو للفقراء، وكلها اجتهادات موجودة حققت بعض من الآلاف من الوحدات السكنية، لكن إحنا في حاجة إلى مليون وحدة سكنية، الشباب اللي خارج من الجامعات اللي رواتبه سبعة آلاف وثمانية آلاف ريال لا يستطيع حتى بنظام الرهن العقاري الجديد الذي يفرض على المقترض 30% ثم يُقسط عليه المبلغ القادم لا يستطيع، لو وحدة سكنية بمليون ريال يعني يدفع ثلاثمائة ألف ما يقدر.
تركي الدخيل: صح، طيب خلينا ننتقل إلى قضية أخرى الدكتور عبد الله دحلان “رجل الأعمال والكاتب السعودي” في مقال كتبته أيضاً في جريدة الوطن في (1 مارس 2013م) بعنوان “مناجم الذهب ثروة الأجيال القادمة”، قلت فيه: (السؤال الذي يطرح نفسه أين ذهب إنتاج منجم مهد الذهب والمناجم الأخرى؟ وإذا كان الجواب للسوق المحلي أو للأسواق العالمية لسد العجز أو تغطية الاحتياج أو مضاعفة الاحتياطي فقد يكون ذلك مقنعاً، ولتأكيد الإقناع لماذا لا ينشر علناً حجم المباع وبلد التصدير وسعر المبيعات ولأي بند ذهبت الإيرادات في الميزانية؟). ثم تقول: (كنت ولا زلت أشكك في صحة العملة غير المغطاة بالذهب كسند لها من التقلبات رغم أن الولايات المتحدة قادت الاتجاه العالمي لوقف ارتباط العملات بالذهب لأسبابها، إلا أنها لم تستغن عن مخزونها بل هي تعمل على دعمه والمحافظة عليه).
عبد الله دحلان: بالضبط
تركي الدخيل: أولاً لماذا طرح عبد الله صادق دحلان هذا السؤل بهذه الصراحة هل أنت تعتبر أن إنتاج منجم مهد الذهب ذهب في غير الوجه الذي يجب أن يذهب إليه؟
ما زلنا نعتمد على البترول كدخل أساسي في السعودية
عبد الله دحلان: لا أنا لم أقصد هذا، قصدي كان يقول أنه يا جماعة إحنا قاعدين في الخمسين سنة نعتمد اعتماد كلي على البترول كمخزون وهو الدخل الوحيد ولا زال هو الدخل الأكبر..
تركي الدخيل: الرئيسي
عبد الله دحلان: والرئيسي، ولا زال بعض من المسؤولين بما فيهم وزير البترول وغيره يقنعونا بأنه إحنا نايمين على بحور من البترول لا تنتهي ولو بعد مائتين ثلاثمائة سنة لن تنتهي، وهذا كلام غير منطقي ولا يقبله عقل أبداً، والله لو بحور ومحيطات هتنتهي في يوم من الأيام لأنه بنسحب يومياً عشرة مليون برميل، لا يمكن..
تركي الدخيل: واستهلاكنا المحلي منها عالي جداً كمان.
عبد الله دحلان: واستهلاكنا المحلي عالي جداً، ثانياً: يا جماعة إذا تقولوا والله لسه أمامنا خمسين أو سبعين أو مائة سنة لكن عمر الشعوب أكبر من هذا، إحنا بنتكلم عن مائتين ثلاثمائة أربعمائة سنة لو تنظر إلى التاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية آلاف السنين، فيا جماعة لماذا إحنا تفكيرنا ضيق لخمسين أو لمائة سنة؟ لماذا لا نفكر في مصادر دخل أخرى؟ الذهب كان ولا زال هو العملة الأكثر أهمية موش العملة هو المعدن الأكثر أهمية لدى كل الناس نساء ورجالا، الولايات المتحدة الأمريكية لما أرادت أن تزيد من إصداراتها للدولار..
تركي الدخيل: للعملة النقدية
عبد الله دحلان: ألغت الغطاء
تركي الدخيل: غطاء الذهب مقابل العملة النقدية
عبد الله دحلان: مقابل العملة النقدية وخلت الناس يعيشوا ببراح ويطبعوا الكميات اعتماداً على قوة اقتصادهم وعلى تجارتهم الخارجية، وفعلاً سارت في هذا الاتجاه لكنها خلت الناس كلهم يخفضوا من مخزونهم للذهب وهي صارت قاعدة تزيد من مخزون الذهب، وبالتالي هي أكبر دولة في العالم لديها مخزون ذهب، بقية الدول في أوربا والدول الصناعية لا زال عندها مخزون ذهب كبير جداً، الدول العربية لبنان أحسن من السعودية وأحسن من دول ثانية في مخزونها للذهب، فلماذا لا نهتم بكل الاتجاهات، اليوم عندنا فائض فلوس اليوم الذهب منخفض جداً..
تركي الدخيل: أنا ما عندي فائض وقت خلينا بعد الفاصل نرجع نواصل الحديث في هذه النقطة
عبد الله دحلان: طيب
تركي الدخيل: فاصل قصير أيها الإخوة والأخوات نعود بعده إلى (إضاءات) و الدكتور عبد الله دحلان “رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، ورجل الأعمال والكاتب السعودي” فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حيَّاكم الله مجدداً في (إضاءات) أيها الإخوة والأخوات، لا يزال حواري هذه الحلقة مع ضيفي الدكتور عبد الله دحلان “رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، ورجل الأعمال والكاتب السعودي”، دكتور قبل الفاصل رميت قنبلة ووقفت كده قلت إنه مخزون الذهب في لبنان أعلى من مخزون الذهب في السعودية
عبد الله دحلان: نعم
تركي الدخيل: أنت متأكد من هذا الكلام.
عبد الله دحلان: الإحصائيات والأرقام اللي أنا أخذت منها أساس مقالتي تقول هذا، وبالتالي يؤسفني أن أقول أنه إحنا اهتمينا في الماضي بالبترول وتركنا الذهب، الآن بدأت وزارة البترول ووكالة الوزارة للثروة المعدنية اهتموا بمناجم الذهب، في المملكة فيه مناجم عديدة جداً وهذه مناجم بتنتج كميات لا بأس بها، كان مهد الذهب هو وأنا صغير وأنا بزر صغير أعرف أن الذهب موجود عندنا في مهد الذهب، كثير من رجال الأعمال اللي كبروا اشتغلوا فترة من الفترات في مهد الذهب، مهد الذهب كانت الشركات اللي اشتغلت فيه صدِّرت كميات كبيرة لا أعلم لماذا لم نهتم بتخزين الذهب في فترة من الفترات، في الماضي كنا في حاجة لدخل الآن ما احنا في حاجة لدخل، البترول بيقوم مقامه لماذا لا نستغل الظرف، جميع إنتاج مناجم الذهب في المملكة نعتبرها مخزون..
تركي الدخيل: استراتيجي للأجيال
عبد الله دحلان: نعم؛ الذهب اليوم نازل كثير من الناس أو المستمعين يقول لك الذهب نازل، نازل لفترة معينة لكن صدقوني الذهب..
تركي الدخيل: بس له عشر سنوات وهو يطلع طلوع عالٍ جداً
عبد الله دحلان: مثلاً لا يمكن أن نستغني عن الذهب فأتمنى على القائمين على مناجم الذهب ألا يحولوها إلى تجارة نصدر بها كمية الذهب الموجود كمخزون ربنا أكرمنا به يا أخي يا إنه يبقى في الأرض يا إنه نخرجه ونحافظ عليه كمخزون للذهب يفيدنا في يوم من الأيام.
تركي الدخيل: طيب، دكتور عبد الله دحلان خليني أنتقل إلى تصريحات قريبة لحضرتك في تاريخ (28 مايو 2013م) قلت في تصريح بجريدة الحياة (رداً على ما ورد أمس عن ثلاث «لاءات» قالها وزير العمل عادل فقيه، وذكر فيها أنه «لا يخشى رجال الأعمال»، قال ممثل أصحاب الأعمال السعوديين رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الدكتور عبدالله دحلان: «نحن من طرفنا لا نخشى وزير العمل، ولا وزارة العمل»، في إشارة إلى تصريحات فقيه بأنه لا يخشى رجال الأعمال عند فرضه قرارات وزارته على القطاع الخاص. وجاء تعقيب دحلان ، في ختام جلسات المنتدى الإجتماعي الذي نظمته وزارة العمل مع أطراف الإنتاج في القطاع الخاص، إذ قال: «إن كان وزير العمل قال مثل هذه التصريحات خارج القاعة، فإني أقولها داخلها، بأننا لا نخشى وزير العمل ولا وزارة العمل، بل نحترمها». في مشكلة شخصية بين عبد الله دحلان وعادل فقيه؟
عبد الله دحلان: لا لا أبداً المهندس عادل فقيه زميل قديم أقدره وأحترمه وتربطني به أيضاً صلة رحم وتربطني به علاقة شخصية كبيرة جداً هو يعرفها وأنا أعرفها لكن لا مانع أن نختلف في الأسلوب، في الطريقة، في العمل ولكننا متفقين على الأهداف، هو يدافع عن هادف سامٍ وأنا قبله أدافع عن نفس الهدف، هو يدافع عنه بكل الطرق اللي أتاحت له الدولة..
تركي الدخيل: أين تختلف مع وزير العمل؟
عبد الله دحلان: الأسلوب والطريقة، أنا ضد العنف في تطبيق النظام والقانون وحتى التشريع الإلهي لم يأت بالعنف أبداً..
تركي الدخيل: أنت تشوف أن وزير العمل يفرض..
عبد الله دحلان: موش وزير العمل أنا أقول تطبيق النظام ممكن أن يكون بأسلوب جذاب وألا يكون بأسلوب استفزازي، إحنا في حوار اجتماعي، أنا كنت رئيس فريق أصحاب الأعمال رغم أني أنا تقاعدت عن العمل لمنظمة العمل الدولية أنا كنت سبع وعشرين سنة أُمثل رجال الأعمال ورجال الأعمال العرب في مجلس الإدارة، تقاعدت كلية لكن أصروا عليّ رؤساء الغرف إلا وأن أرأس الحوار الوطني الحوار الاجتماعي في موضوع يتعلق بالحد الأدنى للأجور، اجتمعنا يومين وكان اجتماع رائع جداً وحتى حضروا مع الوزير عادل فقيه وكرّمني في يومها بعد أول جلسة، ثاني يوم في الصباح وأنا أشرب فنجان القهوة فتحت جريدة الحياة وجدت خبر على الصفحة الأولى مانشيت أنه وزير العمل يقول: “لا أخاف رجال الأعمال ولا رجال الإعلام”، وأنا لست محامياً عن رجال الإعلام، رجال الإعلام عندهم وسائلهم يردوا، لكن كرجال أعمال وأنا رئيس فريق أصحاب الأعمال في المنتدى وأتى الخبر بعد أول يوم افتتاح منتدى الحوار الاجتماعي ما كان عليّ إلا أن أقول للوزير أنه ترى العلاقة ليس مبنية على الخوف، لا أنت تخاف مني ولا أنا أخف منك، حتى لو كنا إحنا كرجال أعمال أصحاب حاجة لخدمات وزارة من الوزارات لكننا لا نخاف من أي وزارة أبداً، وعندنا مثل قديم يقول: “امش عدل يحتار عدوك”، وإحنا نقول بالقول إذا أردنا أن نبني علاقة..
تركي الدخيل: وتعتبر أن وزارة العمل عدوك فعشان كده تمشي عدل؟
عبد الله دحلان: أبداً أبداً ولذلك العمل بتنفذ هدف سامٍ رائع جداً، وهو ترى رجل ليس له مصلحة خاصة وليس له أجندة خاصة هو ينفذ سياسة لهذا البلد وأنا معه فيها أنا لا أقبل وصرّحت أن يكون في البلد فيه 90% من العمالة أجنبية لا أقبل هذا، ولهذا لم أدخل للاستثمار في التعليم إلا لأن أُساهم بمخرجات تعليمية تتماشى مع احتياجات سوق العمل وتستطيع أن تعمل، وأقول له أنه إحنا شغالين لهذا الهدف، معظم رجال الأعمال ترى رجال الأعمال اللي هم يعوا بمسؤوليتهم الوطنية يسيروا في هذ الاتجاه ونحو هذا الهدف لكن لا تحتاج العملية لاستفزاز، فأنا عندما سألت في الصباح قيل لي أن الوزير لم يقل هذا ولكن الجريدة هي التي فبركت هذا الموضوع، فأتيت بمندوب الجريدة وقلت إذا كان هذا الكلام صحيح هو فبركة فجريدة الحياة تحتاج إلى مراجعة كلام مندوبيها، فأتاني في المؤتمر الصحافي بعدما انتهينا وقال لي ترى أنت أخطأت الوزير قال هذا الكلام ولكن ليس أمام الناس في موقع آخر، فقلت له: إن قال هذا الكلام ليس أمام الناس في موقع آخر أنا أقول لكم الآن في المؤتمر الصحافي أن رجال الأعمال لا يخشون وزير العمل ولا وزارته ولكن نحترمهم.
تركي الدخيل: ما تخافوا من الدولة أنتم؟
عبد الله دحلان: والله ما أحد يخاف إلا من الله، تخاف من الدولة حق إيش؟ إذا كنت ماشي صح وتؤدي واجباتك، وإذا كنت والله مؤدي كل الضوابط الشرعية ملتزم بها دينك سنتك النظام القانون تخاف من مين، يا أخي لم تبن العلاقة ما بين القيادة والمواطنين على الخوف، إذا بُنيت على الخوف ترى في يوم من الأيام الخوف ذا يؤدي إلى انفجار.
تركي الدخيل: طيب ليش دكتور عبد الله دحلان “رجل الأعمال السعودي” ليش فيه توتر بين رجال الأعمال وبين الوزارات المعنية اللي يتعاطى معها رجال الأعمال؟ التجارة، العمل، ووزارات نحوها، المالية دائماً عندكم تحفظات عليها، هل لأنه فيه تضارب مصالح مثلاً؟
عبد الله دحلان: لا لا أنا أستغرب جداً بأن هؤلاء بعض من هؤلاء الوزراء على كراسيهم عندما تنتهي مدتهم ويجوا القطاع الخاص هم بذاتهم يتذمرون من تصرفات وزاراتهم هم بذاتهم لما يأتون للقطاع الخاص ينزلوا من كراسيهم يشتكوا من بعض من الخدمات في الوزارات، ولهذا أنا أقول يُحسب لوزير العمل بأنه لم يتخذ قرار بخصوص الحد الأدنى للأجور ويُحسب لخادم الحرمين الشريفين حتى يعقد هذا الحوار الاجتماعي، الحوار الاجتماعي ما بين العمال وأصحاب العمل يتناقشوا إذا وصلوا إلى نتيجة ديك الساعة هو يقدر يرفع توصيته، أتمنى على كل وزير في المملكة ألا يصدر قراراً من جانب واحد أتمنى عليه أنه يصدر قرار بعد ما يتشاور مع الشريحة اللي هيطبق عليها القرار وهذا ما نطالبه ما عندنا توتر لكن قاعدين بعض من الوزراء يصدر قرارات ما يخدوا فيها رأي المستفيد ولهذا أنا أقول لا تطور خدمة إحنا في الإدارة نقول لا تطور خدمة من عندك حتى تأخذ رأي المستفيد من الخدمة
تركي الدخيل: طيب، دكتور عبد الله أنت عندك موقف فيما يتعلق بالوزراء تعتبر إنه يجب ألا يمدد للوزراء أكثر من فترة واحدة صح ولّا لا؟
عبد الله دحلان: نعم؛ لا مش فترة فترتين يعني نقول إذا حسبنا الفترة كما هو النظام أربع سنين وأربع سنين ثمان سنوات
تركي الدخيل: يعني هل هذا لأنك تتطلع للوزارة؟
أرفض التمديد لأي وزير أكثر من 8 سنوات
عبد الله دحلان: لا؛ أنا يا أخي الفاضل أنا رجل أعمال مؤمن إيماناً كاملاً بأنه كل واحد في موقعه ممكن أن يخدم بلده كما يخدمها الوزير، رجل أعمال في موقعه العامل في موقعه الوزير في موقعه، فبالتالي أنا شخصياً لم أتطلع في يوم من الأيام لأن أكون وزير لكني فخور بأني رجل أعمال، وفخور فيما أنا فيه لكن الحقيقة أقول لك بأمانة نحن وضعنا نظام، النظام يقول أربع سنين ثم أربع سنين أو كل أربع سنين يصير تجديد للوزارة
تركي الدخيل: والاستثناء أن يمدد
عبد الله دحلان: والاستثناء أن يمدد أما كون الاستثناء يستمر لمعظمهم، لماذا لا نأتي كل نهاية أربع سنين إما أن نجدد أو نُغيِّر وتأتي الأربع سنين الأخرى. ثانياً: أنا ما أعتقد والله يا أخي إنه فيه وزير بعد ثمانية سنوات يظل عطاءه وأداءه وتميزه في أعلى الهرم أبداً معروف في علم الإدارة وفي علم الإنتاجية في الصناعة تصل إلى أول أربع سنين يكون فيها تخطيط ووضع أسس ووضع برامج، الأربع سنين الثانية يكون فيها التنفيذ والتقييم، بعدها صدقني يبدأ الانحدار كون وزير يجلس يجي عشرين سنة إذا القيادة تبغى هذا الوزير ممكن أستفيد منه كمستشار يا أخي، أنا أقول ليس هؤلاء الاثنا عشر أو العشرين ولّا الثلاثين هم دول ما فيه غيرهم في المجتمع أبداً هناك فيه في المجتمع السعودي فيه كفاءات الجامعات لديها كفاءات الجهات الأخرى فيها ناس متميزين وقادرين أن يقدموا حاجة. ثانياً يا أخي أقول لك ما هو السبب أحياناً بعض الأشخاص يقول لك والله هذا الوزير لا يمكن أن يأتي مثله، يا جماعة دعونا نعتمد السيستم ننشئ سيستم منضبط لا يتغير بتغيير الوزير، إذا وضعنا سيستم منضبط والله لو كل يوم نغير وزير ما عاد فيه مشكلة أبداً
تركي الدخيل: يعني أنت تطالب بأن يوجد أنظمة ثابتة
أطالب بوجود أنظمة معتمدة يسير عليها كل وزير في السعودية
عبد الله دحلان: أنظمة ثابتة وسياسات وخطط يسير عليها كل وزير، ابداعه في تنفيذ هذه الخطط واحد ينفذها ويتابع ويراقب بمهارة وواحد لا، يأخذها على مدى طويل جداً
تركي الدخيل: طيب في جامعة الأعمال ممكن تتخلى عن الرئاسة أنت بعد؟
عبد الله دحلان: مائة في المائة
تركي الدخيل: كم صار لك رئيس للجامعة
عبد الله دحلان: أسابيع
تركي الدخيل: إيه بس قبلها كنت
عبد الله دحلان: قبلها كنا كليات أنا مؤسس وظللنا أربع عشرة سنة وإحنا ننشئ كليات جامعية وبعد ما طلع روحنا تحولنا إلى جامعة ولمعلوماتك إحنا نؤسس هذه الجامعة بس للإحاطة وإحاطة الكل أنشأنا جامعة من..
تركي الدخيل: وهي جامعة أهلية
عبد الله دحلان: وهي جامعة أهلية لم تحصل هذه الجامعة على قروض من وزارة المالية، ولم تحصل على منح أراضي بل وقعت تعهد من قبل أمانة مدينة جدة بأن لا نطالب بتطبيق قرار مجلس الوزراء الخاص بتأجير المؤسسات التعليمية أراضي لمدة تشغيلها
تركي الدخيل: أنتم وقعتم على تعهد
عبد الله دحلان: وقعنا على هذا واشتكينا لخادم الحرمين الشريفين واشتكيت سمو ولي العهد واشتكيت في كل مكان أقول يا جماعة أنتم قاعدين تقرروا في مجلس الوزراء وجهات حكومية ترفض وتوقعنا تعهد بأن لا نطبق قرار مجلس الوزراء
تركي الدخيل: طيب خليني أسألك عن سؤال دكتور عبد الله صادق دحلان باقي عندي دقيقتين عن الفاصل، الجميع يشهد بأن جامعة الأعمال والتكنولوجيا حققت نجاحاً لأنها صارت تخرِّج طلاباً تخصصاتهم تتوافق مع سوق العمل وبالتالي خريجينكم في الغالب عندهم وظائف صح ولّا لا؟
طلاب “جامعة الأعمال والتكنولوجيا” يحصلون على وظائف قبل التخرُّج
عبد الله دحلان: نعم؛ يحصلون على الوظائف قل أن يتخرجوا في فترة التدريب
تركي الدخيل: كيف؟
عبد الله دحلان: أصلاً إحنا بنينا سيستم تبع الجامعة لأن يربط التعليم بالتأهيل لسوق العمل يعني التعليم الأكاديمي مربوط بالتدريب شرط أساسي لكل طالب أولاً التعليم باللغة الإنجليزية..
تركي الدخيل: ما يتعلمون باللغة العربية
عبد الله دحلان: أبداً ما نعلم باللغة العربية خلينا اللغة العربية للجامعات الحكومية
تركي الدخيل: ما تحسوا أنكم أنتم ساهمتم في ضعف اللغة العربية؟ يعني أليس مخجلاً أن يتخرج طالب من جامعتكم وهو ما يعرف يكتب العربية؟
عبد الله دحلان: والله تعليم اللغة العربية ما هو في الجامعة التعليم في المراحل التعليمية النظامية من أولى ابتدائي حتى ثانوية عامة يأتونا ناس ما يعرفوا يكتبوا أساميهم هذه ما هي مسئوليتي أنا مسؤولية التعليم للغة العربية ابتدائي ومتوسط قاعد هناك تسع سنوات مفروض إن هو اثنا عشر سنة قاعد مفروض أنه يتعلم
تركي الدخيل: التعليم عندكم باللغة الإنجليزية
عبد الله دحلان: التعليم باللغة الإنجليزية، نربط التعليم بالتدريب، نربط التعليم ببرامج تدريبية في الكلاسات تتعلق بسوق العمل نتابع خريجينا باستمرار وهم على راس العمل
تركي الدخيل: كيف تتابعونهم يعني أنا طالب تخرجت من جامعتكم واشتغلت في مكان تهتمون بعملي مثلاً؟
عبد الله دحلان: طبعاً إحنا نتابعه نعرف معظم طلبتنا اللي تخرجوا من عندنا قرابة الثلاث آلاف نعرف أين هم وفي أي مكان وعندنا خارطة، ونتابعهم باستمرار عن طريق الشركات اللي هم موجودين بها نتعرف كيف الطالب ونفتح له المجال، عندنا برنامج للماجيستير من يرغب بعد سنتين من عمله أن ينضم لنا، وعندنا برنامج تدريبي دورات تدريبية باستمرار من يرغب أن ينضم لنا في خلال هذه الفترة، فبالتالي لا نترك الخريج أن يعاني لوحده أبداً.
تركي الدخيل: إحنا ما راح نترك الحوار بس بننتقل إلى فاصل قصير، فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الدكتور عبد الله صادق دحلان “رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، ورجل الأعمال السعودي”، فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حيَّاكم الله مجدداً في (إضاءات) أيها الإخوة والأخوات، لا يزال حواري هذه الحلقة مع الدكتور عبد الله صادق دحلان “رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة ورجل الأعمال والكاتب السعودي”، دكتور عبد الله حضرتك كنت عضواً في مجلس الشورى لدورتين
عبد الله دحلان: لدورة
تركي الدخيل: دورة واحدة
عبد الله دحلان: نعم
تركي الدخيل: خلال يعني عملك في مجلس الشورى ينقل عنك أنك كنت تتشارك في أحد المكاتب في مجلس الشورى مع أحد المشايخ أعضاء المجلس وإنه أنت بموصفك محباً للمغنى كنت دائماً يعني تشغل التلفاز على الأغاني وبعدين صار بينك وبين العضو أخذ ورد أو مناوشات، ماذا حدث بالضبط؟
عبد الله دحلان: والله..
تركي الدخيل: القصة صحيحة ولّا لا؟
عبد الله دحلان: القصة تقريباً 90% صحيح منها نعم
تركي الدخيل: وش العشرة بالمائة اللي غلط؟
لم أكن متحمساً لعضويتي في مجلس الشورى السعودي
عبد الله دحلان: الحوار كان الوسيط بيني وبين الشيخ هو مدير المكتب في مجلس الشورى أولاً أنا دخلت مجلس الشورى لم أكن متشجعاً ومتحمساً أنا عشت في بيت شوري والدي كان عضو مجلس الشورى لستين سنة وكان نائب مجلس رئيس مجلس الشورى ويعني كان ماسك النظام من ديله، وإحنا كنا وإحنا صغار نحب نخرج عن قوانين الوالد وأنظمته، ولهذا لم أكن متشجعاً لدخول مجلس الشورى، لكن أراد الله أني دخلت مجلس الشورى
تركي الدخيل: ليش عندك تحفظ على مجلس الشورى مثلاً؟
عبد الله دحلان: والله ما عندي تحفظ ولكن عندي آراء قد لا يقبلها الآخرين
تركي الدخيل: آراءك دائماً خارجة عن المألوف؟
عبد الله دحلان: لا؛ ما هي خارجة عن المألوف أنا مثلاً أؤمن بأن مجلس الشورى لابد أن يكون نصه بالانتخابات
تركي الدخيل: ومع ذلك قبلت أن تكون معيناً فيه
عبد الله دحلان: ومع ذلك قبلت أن أكون معيناً به ما كان لي خيار الحقيقة، وكما قلت سابقاً وأقول الآن لم أدخل مجلس الشورى بقناعة مائة في المائة واعتذرت في المرة الأولى ثم قابلت مرة ثانية وقلت للأمير سلمان بأني خادم أخدم وطني في كل موقع سواء كنت في مجلس الشورى..
تركي الدخيل: أو في غيره
من الأفضل أن يتحول مجلس الشورى السعودي من استشاري إلى تشريعي
عبد الله دحلان: أو في غيره، ولكن كانت الإرادة أن أكون في مجلس الشورى ودخلت مجلس الشورى، وأؤمن بأن مجلس الشورى لابد أن يكون بالانتخابات 50% و50% تعينها الدولة، ولا عندي خوف لا من التكتلات القبلية ولا التكتلات الدينية خلي من يأتي من يفوز واتفضل ما دام الدولة عندها 50% وإذا رغبت الدولة أكثر ممكن يكون 51% ما فيه مانع، مبدأ الانتخاب أنا أحبذه، ثانياً أنا لي وجهة نظر في مجلس الشورى أقول لم لا يتحول من استشاري إلى تشريعي؟ ولا سيما أن مجلس الشورى القديم الذي أُسس في البداية كان يكاد يكون مجلس تشريعي سنّ معظم أنظمة الدولة..
تركي الدخيل: بس الآن أليس مجلس الشورى ألا يقوم بسن معظم الأنظمة؟
عبد الله دحلان: لا؛ مجلس الشورى لا يسن مجلس الشورى يوصي يدرس أنظمة
تركي الدخيل: ثم لجنة الخبراء هي التي تعتمد أو مجلس الوزراء
عبد الله دحلان: ثم يُرفع للمقام السامي يُرفع لخادم الحرمين الشريفين وهو يحيله لمن يراه مناسباً لدراسته فبالتالي مجلس الشورى مجلس استشاري ليس بالضرورة كل ما يوصي به مجلس الشورى أن يؤخذ به
تركي الدخيل: شورى مُعلمة وليست ملزمة
عبد الله دحلان: نعم ثالثاً أنا أقول مجلس الشورى والله قاعدين زملائي وأنا قضينا وقت طويل جداً في مناقشة كثير بنضيع وقت كبير في مناقشة تقارير والوزراء ولكن الوزراء لا يهتموا بتوصيات مجلس الشورى، ولهذا لو يراجعوا إلى توصيات مجلس الشورى منذ أن أنشئ في تحديثه الأخير يجدوا أن فيه توصيات لها ست عشرة سنة كل سنة نوصي بهذه التوصيات وتروح لنفس الوزير وترجع ولكن يعني لم تُنفّذ
تركي الدخيل: وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
مجلس الشورى السعودي يحتضن أفضل كفاءات في المملكة
عبد الله دحلان: أبداً ولهذا أنا أقول لابد أن يوضع حد لهذه الممارسات من بعض الوزراء وعدم اهتمام بتوصيات مجلس الشورى، مجلس الشورى يحتضن أفضل كفاءات في البلد واختيار متميز من الدولة لعلماء وأساتذة ودكاترة ومسؤولين سابقين وضباط وغيرهم، ناس متميزين موجودين حرام أنا أحطهم ويوصوا ولكن لا نأخذ بتوصياتهم أو تقارير نعرض عليهم ونضيع وقتنا في تقارير، أنا عندما دخلت مجلس الشورى قيل لي يعني خلي بالك من المشايخ
تركي الدخيل: كيف خلي بالك من المشايخ؟
عبد الله دحلان: المشايخ متشددين وأنت رجل تكتب وكاتب وأحياناً يكون لك آراء متنورة زيادة ولابد تحاسب، فدخلت مجلس الشورى أول يوم وجدت دخلت إلى مكتبي ما أعرف والله مين جاري فدخلت المكتب استرحت على بال ما تبدأ الجلسة فكيت التليفزيون وكانت أغنية فيروز بالصدفة فتحته وطلعت وقد يكون راقت إلى مسمعي، فأتاني السكرتير الله يذكره بالخير
تركي الدخيل: قد بمعنى التقرير وليس بمعنى الاحتمال
عبد الله دحلان: فدخل السكرتير قال يا دكتور قصِّر قصِّر قلت أقصر إيش؟ قال قصر التليفزيون جارك الشيخ ما يحب الأغاني، قلت يا أخي وليش حاطين تليفزيون؟ وليش حطين لنا قنوات تجيب لنا مغنى؟ يا إنكم تشيلوا التليفزيونات أو تشيلوا الستلايت اللي يجيبها، فأُحرج قلت قول للشيخ أنا أبغى أجي أسلم عليه وأنا خارج
تركي الدخيل: ما تعلمنا منه
عبد الله دحلان: لما خرجت لما خرجت سلمت عليه وإذا لقيت يعني أحد المشايخ الشباب وقد يكون قريباً من سن واحد من أولادي فكان لطيفاً وظريفاً طلعت المجلس فوق لقيت عن يميني شيخ وعن يساري شيخ وأمامي شيخ، قلت والله الجماعة عاملين لي كامين يمكن أني أغلط
تركي الدخيل: كمين مشايخ
عبد الله دحلان: كمين مشايخ أني أغلط ويمسكوا علي شيء، فرحت للشيخ محمود طيبة قلت يا شيخ محمود -الله يرحمه- كان نائب الرئيس قلت له أرجوك شيلني من هذا المكان أنا والله خايف لأغلط ويمسكوا علي شيء وتصير قضية بيني وبين المشايخ أرجوك حطني في غرفة لوحدي أو ابعدني، فزعل عليّ وقام علي وقال ما يصير وكذا، المهم بعد أسبوعين قال لي ها تبي تنقل من مكتبك قلت لا والله، وأقولها ملأً على العلن في التليفزيون والآن في المقابلة مع تركي الدخيل أتمنى على كل أفراد المجتمع أن يقربوا من مشايخنا، فهم على خلق عالٍ وهم متميزين، يتمتعوا بخلق عالٍ، قادرين على الحوار يتقبَّلوا الحوار سرت أكثر صديق للمشايخ في المجلس وهم يشهدوا على هذا هو عبد الله دحلان، وبيني وبينهم علاقة حميمية حتى الآن، وكل ما يقال عن المشايخ أنا أرد على الناس أقول لهم أبداً لا تسمعوا كلام الناس، عند المشايخ وعند غير المشايخ فيه الناس المتشددين وفيه الناس غير المتشددين
تركي الدخيل: مين اللي قال أن المشايخ كلهم زي بعض؟
عبد الله دحلان: بس واحد من المشايخ يخلي المجتمع يحكم على كل المشايخ وهذا كلام غير عادل الحقيقة، فأنا عشت معاهم وبقرب وجنبهم وكل يوم مكتبي كان دايماً فيه مشايخ وأذهب لهم في كل جلسة من الجلسات
تركي الدخيل: طيب خلينا ننتقل دكتور عبد الله صادق دحلان إلى قصة ثانية، في مقالة في جريدة الوطن في (4 مايو 2013م) قلت: (السعودية مفهوم عام لا يقتصر على توطين الوظائف وإحلال العمالة السعودية مكان العمالة الأجنبية). أنت حضرتك تقول في هذا المقال (مفهوم مسعودة أكبر من المفهوم القاصر على سعودة العمال فقط)
عبد الله دحلان: بالضبط
تركي الدخيل: طيب إذا كان مفهوم السعودة أكبر من سعودة الوظائف ماذا يشمل؟
عبد الله دحلان: هو يشمل أشياء كثيرة جداً إحنا قاعدين نقول بس سعودوا الوظايف يقول سعودوا الوظايف من هنا ويجوا من جانب ثاني يقولوا والله استعينوا بشركة أجنبية لإعداد دراسات.. نفس الوزارة أو أحد المؤسسات اللي يرأسها وزير العمل..
تركي الدخيل: بس أنتم عندكم مثلاً بالجامعة ما عندكم مدرسين أجانب؟
عبد الله دحلان: عندنا مدرسين أجانب بس ما عندنا شركات أجنبية تيجي تدير الجامعة، أنا أقول لهم يا جماعة إذا أنتم الوزراء متخرجين من جامعات سعودية، وإذا إحنا نضع سفراءنا ووزرائنا والمسئولين من الجامعات السعودية، لماذا تأتوا بشركات من بره؟ أحد المؤسسات التعليم المهني والتدريب الفني يقول جيبنا جامعات هنوقع مع أحد الجامعات المتخصصة لوضع برامج للمؤسسة، وليه؟ وين الجامعات السعودية؟ ما أنت واثق فينا جامعة جديدة أو واثق في جامعات أخرى، جامعة الملك فهد اللي وضعت استراتيجية التعليم العالي في المملكة، جامعة الملك سعود اللي تخرج منها أعرق الوزراء وأعرق الدكاترة..
تركي الدخيل: بس ما معنى دكتور عبد الله صادق دحلان إنه سعودة الوظائف أكبر من التوظيف؟ يعني بس هذا الاحتجاج عندك في إنه ما تجيب شركات أجنبية
عبد الله دحلان: لا لا ما تجيب استشاريين أجانب، ما تجيب شركات أجنبية، ما تدي بعض من المشاريع اللي ممكن أن تنفذ بشركات سعودية أو مؤسسات سعودية أو استشاريين سعوديين تروح تجيب من الخارج، اليوم لو عملوا رصد بس للشركات الأجنبية قبل كم يوم إحنا كنا في الحوار الوطني برضه أحد الشركات الأجنبية جات عرضت علينا دراسة كان ممكن أن تُكلَّف بها جامعة الملك فهد أو جامعة الملك سعود أو جامعة الملك عبد العزيز، لماذا لا؟ لماذا نأتي فقط في حيثية صغيرة ونقول عينوا سعوديين؟ وأنتم الوزارات ليش ليه ما تخدوا شركات سعودية؟
تركي الدخيل: في ظنك أنه إحنا مستلبين نحو الأجنبي؟ يعني نقتنع باللي عيونه خضراء أكثر من ابن البلد؟
عبد الله دحلان: على طبقة معينة نعم نقتنع بالأجنبي أكثر بالشركات الأجنبية أكثر، وبعض من الوزراء عندهم هذا التوجه يثقوا ويعتقدوا بأن الشركات الأجنبية هي صاحبة الخبرة، طيب إذا أنت أردت إلا شركة أجنبية ما تخليها تقوم بالعمل لوحدها لابد تقوم به مع أحد الجامعات تقوم به مع أحد مراكز البحث العلمي..
تركي الدخيل: على الأقل عشان تنقل خبرتها
عبد الله دحلان: على الأقل عشان تنقل الخبرة وتنقل المعرفة لنا
تركي الدخيل: طيب أنت بما أنك دكتور عبد الله صادق دحلان مهتم بالتعليم وأنت رئيس الجامعة جامعة الأعمال والتكنولوجيا كتبت مرة مقالة في جريدة الوطن في (11 مايو 2013م) بعنوان “جامعاتنا وتجارة الأبحاث والدروس الخصوصية” قلت: (تجارة الدروس الخصوصية والأبحاث العلمية أخذت تتزايد وتتضخم بعد أن أقفلت وزارة التعليم العالي مكاتب تمثيل الجامعات الوهمية التي كانت تعد رسائل الماجستير والدكتوراه لعملائها، أصبحت بعد المنع تعاني من كساد في العمل وتوجهت لطلبة الجامعات بالتعاون مع بعض الدكاترة والأساتذة داخل الجامعات.. فهل تستطيع الجامعات الحكومية والأهلية التعاون بإشراف وزارة التعليم العالي لوضع نظام ولوائح مرتبطة بجزاءات صارمة لمحاربة تجارة الدروس الخصوصية وتجارة الأبحاث والدراسات خارج إطار الجامعات؟). هل هذه الظاهرة منتشرة إلى هذا الحد؟
لابد أن نحارب ظاهرة تجارة الأبحاث
عبد الله دحلان: أنا كتبت هذه المقالة وأنا كلي حرقه وألم ولكن قبل ما أقول موضوع أقول كلمة شكر خاصة للدكتور خالد العنجري وزير التعليم العالي اللي بدأ يضبط السوق بخصوص الشهادات الوهمية والرسائل الوهمية والدراسات، وأتمنى عليه إنه يضبط عملية الأبحاث والدراسات اللي قاعدة تصير والدروس الخصوصية اللي قاعدة تصير حول الجامعات، ولا أريد أن أسمي جامعة بنفسها ولكن تخرج من باب الجامعة إلى أحد المباني السكنية أمامها وتجد شقق موجودة هناك للدروس الخصوصية من دكاترة يدرسوا في الجامعة..
تركي الدخيل: ودكاكين تبيع الأبحاث
عبد الله دحلان: ودكاكين تبيع الأبحاث الأبحاث تحولت أنا كتبت قلت شيء من عشرة وخمسة عشر وعشرين وخمسة وعشرين ألف ريال، يا جماعة لابد أن نحارب هذه الظاهرة هي موجودة في دول عديدة وموجودة حتى في أمريكا وفي أوروبا، ولكن عندنا كونها توجد عندنا إذاً فيه خلل في التعليم جوه؛ يا إنه الأستاذ ما بيؤدي دوره وينبغي أن نقيم أداء وعمل الأساتذة، وينبغي أن يكون هناك تقييم مستمر لأعضاء هيئة التدريس اللي بيدرسوا سواء سعوديين أو أجانب؛ لأن نستطيع أن نضبط عملية التعليم في داخل الكلاسات، الأبحاث؛ الأبحاث مشكلتنا طرق اعداد البحث ما هي موجودة ولا تُدرَّس بالطريقة السليمة جداً لأن نعلم أبناءنا كيف يستطيعوا أن يستخدموا النت اللي قاعدين يستخدموه لأشياء أخرى يستخدموه في البحث العلمي قد يفيدهم.
تركي الدخيل: طيب دكتور خليني بس شوي من باب التلطيف أذكر قصة حضرتك ذكرتها في كتابك (مواقف محرجة) لما قلت إنه لما كنا في المرحلة المتوسطة وكان التعليم الإنجليزي تعليم مادة الإنجليزية بالنسبة لنا مستغلقاً على أفهامنا ولم يكن ينجح إلا من يحصل على دروس خصوصية من مدرس المادة، والدك الله يرحمه كان يرفض فكرة الدروس الخصوصية
عبد الله دحلان: بالضبط
تركي الدخيل: ماذا عملت أنت؟
عبد الله دحلان: والله أنا أخذت درساً وأتمنى هذا الدرس يتعظ به كل أبنائي وشبابي، ودرس وأنا كان عمري في مقتبل عمري بدأنا ندرس انجليزي سنة أولى إعدادي وكان والدي يرفض الدروس الخصوصية إطلاقاً وكان الدرس خصوصي الشهر بعشرة ريال وكان الامتحانات في نهاية شهر شوال، كنا خارجين من العيد وأنا جمّعت من العيديات عشرة ريال والحقيقة رحت مع زملائي ثلاث زملاء هم يسمعوني الآن يمكن أربعة رحنا عند الأستاذ غلبنا في الإنجليزي كان عندنا معضلة كبيرة جداً في الإنجليزي وأخذنا ثلاث ساعات مكثفة والحقيقة الأستاذ الله يغفر له ويسامحه ويرحمه اتفقوا معي واحد من الزملاء بعنا له
تركي الدخيل: هم اللي اتفقوا وأنت يعني رافض
عبد الله دحلان: أنا معهم يعني اديني فرصة كدا أهرب من السؤال لكن فعلاً دفعنا له حقه وكنا خارجين من العيد
تركي الدخيل: وأعطاكم الأسئلة
عبد الله دحلان: إدانا الأسئلة حقة الامتحان وجينا ثاني يوم إحنا صغار أولى اعدادي
تركي الدخيل: حفظتوا الأسئلة والأجوبة
عبد الله دحلان: حفظنا أبوها قلنا لو جات خلاص دخلنا مرتاحين قلنا هناخد الدرجة العليا، دخلنا الفصل لقينا الأسئلة ما هي، أنا والله بدأت أحاول لكن زميل لي يبدو أنه ما ذاكر أبداً قال أوقفوا يا أولاد، ترى هذه الأسئلة اللي جابها الأستاذ ضحك علينا البارح مش هي اللي ادانها إياها
تركي الدخيل: قدام الناس على الملأ؟
عبد الله دحلان: قدام الناس وقدام الطلبة وقلبوا الفصل وأتى المشرف وأتى المدير وحققوا معه وفصلوا الأستاذ ورسبونا وقضية كبيرة حلفت يومها إني لا يمكن أن أغش ولن أغش في حياتي، ومن يغش في الدراسة يا جماعة يغش في التجارة يغش في العمل يغش في كل مكان، تعلمت درس والإنسان ما يتعلم في حياته إلا بدروس، رحت لوالدي وقلت له أوعدك من بعدها إلى اليوم لن أطلب منك ريال عشان كذا وحكيت له القصة وكنت أمين معه؛ لأنه هيتبعني ولهذا أنا أنصح كل زملائي ألا يلجؤوا للغش أبداً
تركي الدخيل: شكراً دكتور عبد الله صادق دحلان على هذا الوقت
عبد الله دحلان: شكراً لكم
تركي الدخيل: شكراً لكم أيها الإخوة والأخوات على متابعة هذه الحلقة من (إضاءات) حتى ألقاكم في حلقة مقبلة هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.نا أنأننن