لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • من أنا
  • للاقتراحات والتواصل
Turki Aldakhil - تركي الدخيل
  • مقالات
    • الشرق الأوسط
    • جريدة الجريدة
    • مجلة اليمامة
    • الإتحاد
    • البيان
    • عكاظ
    • حبر القلب – عكاظ
    • السطر الأخير – جريدة الرياض
    • قال غفر الله له – جريدة الوطن
  • برامج
    • مع تركي الدخيل
    • إضاءات
    • في خاطري شي
  • مؤلفات
  • مقابلات
  • قالوا عن تركي
  • English
Turki Aldakhil - تركي الدخيل
لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج

حوار مع تركي الدخيل: كيف تصبح كاتبًا ماهرًا؟!

مايو 13, 2025
في مقابلات
حوار مع تركي الدخيل: كيف تصبح كاتبًا ماهرًا؟!

وتغيير الصورة النمطية عن السعودية…

#تركي_الدخيل

أنشر لحضراتكم نص مقابلة أجرتها الأستاذة سمية شهاب http://linkedin.com/in/sumayashihab مع: تركي بن عبدالله الدخيل، في شهر ابريل (نيسان) 2025 م، وتناول قضايا فكرية وثقافية، وتحدث عن الدبلوماسية الثقافية، والصحافة والهوية، والموروث والحداثة، والمشهد الثقافي السعودي. 

أتمنى أن تجدوا في المقابلة ما يروقكم… 

وأشكر الأستاذة سمية على حوارها، الذي ينشر باللغة الإنجليزية، ولذلك استأذنتها بنشر الحوار كاملًا باللغة العربية، وتفضلت بالموافقة، مشكورة.

والله يحفظكم. 

تركي

********

الدبلوماسية الثقافية وصورة المملكة

1. بداية، بصفتك سفيرًا سابقًا للمملكة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب تجربة طويلة في الإعلام والكتابة، كيف ترى دور الدبلوماسية الثقافية والقوى الناعمة في تشكيل الصورة الذهنية عن المملكة للعالم؟

· الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال تستلزم في البداية محاولة معرفة المقصود بالثقافة إجمالًا.

وتعريف الثقافة صعبٌ بالنظر إلى التفاوت الكبير في تعريفاتها، فقال البعض بأن تعريفات الثقافة تتجاوز مائتي تعريف، الأمر الذي زاد تعقيد مفهوم الثقافة، وأدى إلى اختلاطه بمفاهيم أخرى؛ مثل: المدنية، والحضارة، والتقدم، وغيرها.

وكانت منظمة التراث والثقافة (يونسكو) اعتمدت في مؤتمرها الذي نظمته للثقافة بالمكسيك، عام 1982، تعريفًا للثقافة، يعتبر: «إن الثقافة بمعناها الواسع يمكن أن يُنظر إليها اليوم على أنها جميع السمات الروحيّة والمادية والفكرية والعاطفية، التي تُمَيِّز مجتمعًا بعينه، أو فئة اجتماعية بعينها، وهي تشمل: الفنون، والآداب، وطرائق الحياة، كما تشمل: الحقوق الأساسيّة للإنسان، ونظم القِيَم، والتقاليد، والمعتقدات».

ومن أهم المفاهيم المتعددة للثقافة: المعنى الأنثربولوجي، الذي يجعل كلُّ فعاليّة إنسانية ونشاط ذهني أو مادي ( ثقافة )، سواءً كانت تراكم خبرات، أو صنع أدوات، أو ممارسة تصوّرات، فهي بهذا المفهوم، تُجَسِّدُ الإنسان فاعلًا منفعلًا.

ومن معاني الثقافة أيضًا: ما يُمَيِّز كل أُمَّة من سماتٍ معرفية وقِيَمِيَّة، وأشكال حياة، وأنماط تفكير، وسلوك، وتعبير، وتطلعات.

السعودية تعتز بوجود الحرمين الشريفين على أراضيها، وتتشرف بخدمتهما مع المشاعر المقدسة، وخدمة ضيوف الرحمن، وحجاج بيت الله الحرام،وزوار الحرمين الشريفين، بأفضل وجه، وأكمل صفة، متناقلة هذا الشرف العظيم من جيل لجيل، لأن السعودية التي يقصدها الملايين من المسلمين كل عام للحج والزيارة كانت ولا زالت مكانًا بارزًا لظاهرة «المثاقفة»، وهي ما ينتج عن الاتصال المباشر بين ثقافتين مختلفتين عبر مجموعتين من الناس تداخلتا مع بعضهما فتشكلت أنماط جديدة لدى إحدى المجموعتين أو لديهما.

فقد اكتسبت منطقة الحجاز على وجه الخصوص، والبلاد بعامة، أنماطًا كثيرة في عاداتها وسلوكها ومعارفها، انتقلت لها من خلال الحجاج والمعتمرين، القادمين من بلدان العالم الإسلامي كلها، بما تحمله هذه البلاد من ثقافات ثرية متعددة.

لقد أصبح المطبخ السعودي، على سبيل المثال، عامرًا بأكلات غنية في كثرتها وتنوعها، وأكثرها تعود أصولها إلى دول مسلمة، غير أن الإنسان في المملكة أضاف عليها لمسات محلية، جعلتها بشكلها النهائي أطباقاً سعودية أصيلة وشهية.

أذكر أني قُلتُ مرة: بأننا في المملكة العربية السعودية لدينا من العادات والصفات والطباع ما لا نحتاج معه إلى تحسين صورتنا… نحتاج نقل صورتنا للآخر كما هي، بلا تزويق، ولا تشويه.

الدبلوماسية الثقافية تسهم إلى حد كبير في نقل الإنسان الحقيقي للآخر، فتبين أن هذا الإنسان يشبه الإنسان في الدنيا كلها، وإن كان لديه عادات وفنون وممارسات مختلفة، لكن هذا الاختلاف، هو اختلاف تنوع، لا اختلاف تضاد.

لقد كانت صورة الإنسان العربي بالمجمل والسعودي على وجه الخصوص، (بوصف السعودية هي قلب جزيرة العرب وقلب العرب لغةً وقيماً وأخلاقاً) لدى العالم لا تتجاوز الأساطير الخرافية، التي تتحدث عن صحراء شاسعة ليس فيها سوى بضعة جِمال، في محيط صغير، فيه بئر نفط، وخيمة داخلها رجلٌ تافه ومستبد، يتوسط عشرات نساء يُحِطن به تلبية لرغباته. وهي صورة وهمية تشكلت في خيال من قرأ بضع صفحات من (ألف ليلة وليلة)، وهي ليست عربيةً في الأساس، وعززتها بكثافة السينما الغربية، بغباء وخبث، في آنٍ واحد!

لقد وجد العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، 2001، أنه لا يعرف شيئًا عن الإنسان في السعودية، سوى الصورة النمطية الساذجة التي روجتها السينما ببلاهة عن العربي، فتوجه الجميع للسعودية بغية تشكيل جواب عن ماهية السعودي!

وتباينت الرؤى والإجابات، لتباين طرائق السائلين وتنوع أهوائهم.

ففيهم من بحث عن جواب شَكَّلَهُ في ذهنه قبل البحث والتساؤل، فلم يعتمد في الجواب إلا ما يتفق مع ما في ذهنه، وحذف ما سواه!

وثَمَّةَ من سألَ وأثبتَ إجابة لم يبذل للحصول عليها الجهد الكافي، ولا الاجتهاد الوافي، ومن المستحيل أن يكون ما أثبته من إجابة، صحيحًا كافيًا، أو صوابًا وافيًا!

وهناك من ذهب في تفسير العادات مذهبًا بعيدًا، فيه كثير من الاعتساف، البعيد عن الإنصاف.

على سبيل المثال، زواج الصغار يحدث في الولايات المتحدة وبخاصة في المدن الصغيرة والقرى، بأعداد تتضاعف عشرات المرات عن أعداد هذا الزواج بالسعودية، ومع ذلك تجد وسائل إعلام أمريكية تتناول القصة السعودية بالتضخيم والتحليل والتعليقات السلبية، التي تحمل أحكاما عامة على السعوديين كلهم، في وقت لم تتفوه هذه الوسائل الإعلامية بكلمة واحدة عن نفس القصة، التي تقع بأمريكا على بعد كيلو مترات فقط من مقراتها!

إن ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار، إضافة إلى آلاف السائحين، الذين يزورون السعودية سنويًا، وهم في ازديادٍ بأرقامٍ يجب تجديدها شهراً بعد شهرٍ بسبب تسارعها، يسهمون في نقل الصورة الحقيقية عن السعودية والسعوديين، في تجسيد جَلِيٍّ للدبلوماسية الثقافية في أبهى صورها. ويزداد بانتظام أثر الدبلوماسية الثقافية مع تنامي هذه الأعداد عامًا بعد عام، إثر تنفيذ رؤية السعودية 2030، التي أعلنها عَرَّابُها المُلهِم؛ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أبريل (نيسان) 2016.

******

مواضيع الكتب

2. بصفتك مؤلفًا لعدد من الكتب، ما المواضيع التي كنت تحرص على تناولها في كتاباتك؟ وهل تجدون أن اهتماماتكم تطورت أو تعمقت في هذه المرحلة من التفرغ؟

· كنت صحافيًا، ولا زلت، والصحافة تحرص على أن تتناول الموضوعات التي تهم الناس باختلافها وتنوعها. ويمكن بألقاء نظرة سريعة على كُتبي تصور اهتماماتي بشكل عام.

كتاب (ذكريات سمين سابق): يُلقي الضوء بشكل ساخر، من خلال تجربتي الشخصية حيث كان وزني يزيد على 185 كجم، على الموقف السلبي الذي يتخذه الناس تجاه المختلف والآخر، ومَثَّل هذا المختلف في الكتاب السمين بطبيعة الحال.

· كتاب (سعوديون في أميركا): تحدث عن تجربة السعوديين الذين عاصرتهم خلال دراستي في الولايات المتحدة مدة عامين، وقعت خلالهما أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، فتعرضت للآثار الإنسانية والاجتماعية التي أفرزتها الأحداث، عبر انعكاساتها على المجموعات التي عرفتها وحاولت نقل تجربتها.

· كتاب (كُنتُ في أفغانستان): كان نقلًا لرحلتي الصحافية إلى أفغانستان بمشاهداتها وتحقيقاتها ومقابلاتها، والتي كانت في العام 1997، ونشرت معظم أعمالها في العام ذاته بجريدة «الحياة» اللندنية، فيما نشرت الكتاب بعد عشر سنوات من النشر في الجريدة عام 2007، وفيه نقلت مشاهداتي للواقع في جهتي الصراع؛ طالبان، وتحالف الشمال بقيادة الزعيم أحمد شاه مسعود، القائد الذي عمدت (القاعدة) إلى اغتياله قبل تنفيذ أحداث سبتمبر، في قراءة مسبقة من تنظيم القاعدة لردة فعل عسكرية أمريكية ضد القاعدة وطالبان بأفغانستان، ردًا على أحداث سبتمبر. 

وضمن الكتاب مقابلة طويلة مع أحمد شاه مسعود، ينتقد فيها بشدة أسامة بن لادن وتصرفات (القاعدة)، مبينًا ما ألحقته من ضرر بالمسلمين في كل مكان.

· كتاب (إنما نحن جوقة العميان): يُسلِّط النظر على تجربة المكفوفين، ويركز على تجربة أعمى سعودي عالي الهمة، سجل باسمه بضعة اختراعات، ودرس الهندسة بجامعة سعودية، وهو أول أعمى يدرس الهندسة. ويُظهر الكتاب صورًا من معالم إيجابيته، وهمته العالية، وعدم استسلامه للصعاب، ومواجهته الصلبة والشجاعة لظروف إعاقته، واسمه: جبريل مهند أبو ديَّة.

· كتاب (الدنيا امرأة): يتحدث عن حقوق المرأة، وينقد صورًا من صور انتقاص نصف المجتمع ممثلًا بالمرأة، ويفند ما يستند عليه من يمارس انتقاص المرأة بالعمل أو القول أو التنظير.

الكتاب صدر في عام 2009، ولقي انتشارًا جيدًا، وطبع أكثر من طبعة، مع أن معظمه يستند إلى مقالات سابقة كتبتها في الصحافة السعودية. عندما أنظر إلى الكتاب اليوم، وأقلب صفحاته، مستعرضًا موضوعاته، يغمرني إحساسٌ بأن هذا الكتاب أُلَّفَ قبلَ بضعة قرون من الزمان! وذلك بسبب ما حققته المرأة السعودية اليوم من مكتسبات وحقوق عبر الأنظمة والتشريعات التي تحققت في السعودية الجديدة بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

في العام الجاري كتبت إهداء على كتابي (الدنيا امرأة):

لقد جعل الأمير محمد بن سلمان سلمه الله، كتابي هذا يبدو ككتاب أُلِّف قبل مئات السنوات، بما حقق للمرأة بالسعودية من حقوق ومكتسبات، يتحدث الكتاب عن بعضها!

· كتاب (جوهرة في يد فحَّام): يسجل رحلاتي الصحافية إلى اليمن، متحدثًا عن مفارقات الغنى والفقر في حضارة اليمن وتراثه وناتجه المحلي الإجمالي، مسجلًا مشاهداتي وملاحظاتي، وموثقًا مقابلات صحافية أجريتها مع شخصيات يمنية تنتمي لتوجهات فكرية متباينة، نُشر بعضها صحافيًا، وبُثَّ بعضها تلفزيونيًا وإذاعيًا في برنامج (إضاءات) الذي قدمته في قناة (العربية)، وإذاعتي (بانوراما)، و (mbcFM).

· كتاب (قال لي القصيبي): ينقل ثلاث مقابلات أجريتها مع الوزير السعودي غازي بن عبدالرحمن القصيبي رحمه الله، وبُثَّت في برنامج (إضاءات) بقناة (العربية)، وكتبت في مقدمته بحثًا تفصيليًا شاملًا في سيرة القصيبي، ألقيت فيه الضوء على مفارقات لافتة، بعضها لم يُطرق من قبل، وهي تُقَدِّم شخصية غازي القصيبي بمختلف زواياها، بشكل دقيق، وبحث عميق، وأسلوب رشيق، استنادًا على مؤلفاته التي يتجاوز عددها ثلاثين كتابًا.

· كتاب (هشام ناظر… سيرة لم تُروَ): وهو توثيق دقيق لسيرة الوزير السعودي الراحل هشام ناظر، وبخاصة حياته العملية، استنادًا إلى ثمانين ساعة سجلتها معه (بنفسي) بجهد باحثٍ يوثق كل شيء في عمله البحثي، عبر أربع سنوات قبل وفاته. عاصر ناظر خمسة ملوك سعوديين، هم: الملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، والملك سلمان، وعرفهم عن قرب من خلال عمله معهم، وخدمته في القطاع الحكومي، التي امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان، شغل فيها أكثر من حقيبة وزارية.

· كتاب (التسامح زينة الدنيا والدين): يستعرض مفهوم التسامح والمفاهيم المشابهة، مبينًا (آراء) المعترضين على المفهوم وأسباب اعتراضهم، مع مناقشة هذه الاعتراضات، ذاكرًا المؤيدين، مركزًا على المعترضين والمتفقين مع التسامح في عالمنا العربي على وجه الخصوص. شارحًا كيف تشكل التسامح كمفهوم إنساني، مستفيضًا في بيان خلفية خلق المفهوم على إثر حرب الثلاثين عامًا بين المذاهب المسيحية (في أوروبا)، ولُب الصراع، وأفكار التيارات المتباينة.

يحرص الكتاب على شرح معنى التسامح، وما يحيط به من معانٍ، ومفاهيم، وشروط، والتزامات، بلغة سهلة، ميسرة، بعيدًا عن تعقيدات لغة الفلاسفة، التي تُلازم عادة الحديث عن التسامح.

*******

الحفاظ على الهوية الثقافية

3. هل ترى أن الصحافة والكتابة قادرتان على المساهمة في الحفاظ على الهوية الثقافية وسط التحولات الإقليمية والعالمية المتسارعة؟

· أعتقد أن الصحافة والكتابة قادرتان على الإسهام بشكل وافر، في الحفاظ على الهوية الثقافية، لكن هذه المهمة لا يمكن لإنجازها أن يقتصر العمل من أجل ذلك على جهة واحدة، مهما كانت قوية ومؤثرة، بل يلزم أن تتعاضد جهود جبارة يقوم عليها جهات عديدة وأفراد كثيرون، لإتمام هذه العمل الجليل، ومن (ذلك)  الصحافة والكتابة.

*******

تجربة تركي في الموازنة بين الموروث والتجديد

4. كيف كنت توازن في تجربتك بين الحفاظ على الموروث والانفتاح على الحداثة والتجديد في خطابك الإعلامي والثقافي؟

· لا أبالغ عندما أقول إن إحدى معالم شخصية الإنسان السعودي المتأصلة في أعماقه، والتي يمارسها بسلاسة وبدون تكلف، الحفاظ على الموروث والانفتاح على الحداثة والتجديد في حياته كلها تقريبًا، منذ أن تبدأ الساعة التي يضعها بجانب سريره بالرنين، لإيقاظه لصلاة الفجر، مرورًا بارتداء ثوبه الأبيض الذي خاطه صديقه “أكبر” الباكستاني ومضى على علاقته به عشرين عامًا، ثم وضعه على رأسه الشماغ الأحمر المصنوع في إنجلترا، حيث أنجزت زوجته مهمة كيه بمكواة كهربائية (صُنعت في الصين)، قام بجعلها في وضع التشغيل لتسخينها أليكسا، التي استجابت لأمر من ابنته الصغيرة، أصدرته وهي تعمل على كمبيوترها الشخصي الـ Mac …

ومثل هذه الانسيابية التي حدثتكم عن بعضها في سلوك السعودي الذي يمارسه طيلة يومه: المحافظة على الموروث والانفتاح على الحداثة والتجديد، في مناحي الحياة كلها، ما لم يكن في الحداثة أو التجديد ما يسيء لدينه وثقافته.

عندما نكتب نجد أننا نواصل هذه الممارسة السعودية المتزنة المنطوية على الجمع بين الموروث والحداثة بشكل متسق ومتوازن وطبيعي وانسيابي.

*******

تحديات الكتابة في العصر الرقمي

5. ما أبرز التحديات التي واجهت – أو ما زالت تواجه – الكتّاب والصحفيين في العصر الرقمي من وجهة نظرك؟ وكيف يمكن التعامل معها للحفاظ على جودة المحتوى؟

· من أبرز التحديات التعامل مع هذا التسارع الذي بات صفة وشكلا ومضمونا لكل وسائل التواصل الحديثة. تسارع في تبدل هذه الوسائل، وتسارع في صناعة محتواها، وتسارع في عرض المحتوى وتسارع في كل شيء. ولا شك في أهمية السرعة في صناعة المادة الإعلامية المختلفة، في كل مراحلها، منذ ترقبها مرورا بالحصول عليها وتهيئتها للبث، وليس نهاية بعرضها للمتلقي. لكن هذه السرعة إذا كان التركيز عليها يفوق الحرص على نوعية المادة الإعلامية، أو التثبت من صحتها، أو العمل على خدمتها بما يسندها من معلومات وقصص ونحو ذلك، سينتج آثارًا سلبية على العمل الإعلامي كله، وعلى مضمون المحتوى الإعلامي، لجهة صدقيته، وكفاءته، وقيمته، ووزنه.

أصدقك أني لا أعرف جوابًا لكيفية التعامل مع هذه التحديات، وبخاصة في ظل سحق وسائل التواصل الحديثة لكثير من وسائل الإعلام التقليدية!

*******

اللافت في المشهد الثقافي السعودي

6. كيف تتابع المشهد الثقافي والإعلامي في المملكة اليوم؟ وهل هناك تحولات معينة تجدها جديرة بالتوقف عندها؟

· يبدو المشهد الثقافي السعودي اليوم غنيًا بالفعاليات، زاخرًا بمشاركة أعداد كبيرة من السعوديين والسعوديات في صناعة هذا المشهد. لقد كان التحول في المشهد الثقافي ضمن التغييرات التي شملت المملكة منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 ومع العمل على مشروعات الرؤية التي أنجز الكثير منها وعاش واقعها الإنسان في السعودية وقطف كثيرًا من ثمارها، ولم يشهد التحول عقبات عاثرة تظهر على المنتج الثقافي، ما يعني أن التغيير حدث بشكل ناجح…

لكننا لا نزال نعيش في المرحلة الانتقالية، والتي تصنع معظم مقوماتها التجربة والممارسة. على سبيل المثال، كثرة النشاطات والفعاليات الثقافية في السعودية كلها، فرض أمام العاملين في القطاع الثقافي ضرورة توفير أعداد كبيرة من المديرين لهذه الأنشطة والفعاليات، لم يستدع وجودهم العدد المحدود من الفعاليات الثقافية قبل هذا التحول. لقد فرضت الحاجة لهؤلاء المقدمين والمديرين للندوات والمحاضرات والحوارات الزج بعينات شابة ليس لديها تجربة سابقة في هذا المجال، وكان أداء بعضهم ضعيفًا وهذا طبيعي، لكن بعضهم قدموا نماذج مبهرة ومفاجئة للجميع، وعبر هذه التجارب، جرى تأهيل مجموعة لهذه المهمة، واكتسب القطاع مهنية واحترافية في طرق صناعة وظيفة ثقافية مهمة، لم تكن لديه من قبل.

*******

كيف تصنع كاتبًا ماهرًا؟!

7. ما النصيحة التي توجهها للجيل الجديد من الإعلاميين والكتّاب السعوديين، انطلاقًا من تجربتك الواسعة؟

· لا أجيد ولا أحبذ توجيه النصائح، ولكن سأحاول الرد على سؤال كثيرًا ما يوجه لي من القراء، وهو: ما هي الوسائل التي تصنع كاتبًا ماهرًا؟!

والحقيقة أن هذه الوسائل من الصعوبة بمكان، وفي الوقت ذاته هي سهلة للغاية!

وعبارتي السابقة لا تناقض فيها، ولا هي أحجية ولا لغز.

لا يمكن أن يكون شخص ما كاتبًا دون أن يقرأ، ويقرأ، ويقرأ… يقرأ آلاف الصفحات ومئات الكتب، دون أن يتوقف عن القراءة في أي مرحلة، وتحت أي سبب وذريعة.

القراءة مثل أي سلوك وممارسة صعبة عسيرة في البداية، ولا بد من ممارستها بإصرار وانتظام وكثافة رغم بداياتها الصعبة، والمفاجأة التي سيكتشفها بعد زمن من القراءة المتواصلة أن القراءة استوطنت في سلوكه وتأصلت ضمن عاداته التي يمارسها بتلقائية وبشكل طبيعي وبدون أي عوائق أو صعوبات أو عثرات في ممارسة القراءة!

سيتحول بغض القراءة في النفس، إلى حُبِّ متجذر، وعشق دائم، ومتعة غامرة لا يعوض عنها بدل.

بعد أن تصبح القراءة عادة من عاداته، لا بد أن ينتقل إلى كتابة القراءة، فما إن ينتهي من قراءة فصل في الكتاب، حتى يضع الكتاب جانبًا ويبدأ في كتابة ما فهمه واستوعبه من قراءته. تذكر أنك لست في امتحان، ولا يوجد إجابة نموذجية يجب كتابتها.

الأهم أن تكتب ما فهمته، وما لم تفهمه، محاولًا أن تكون كتابتك مستمرة وغير منقطعة، حَتَّى لو لم تكن كلمات الكتابة محبوكة تصنع جملا مفيدة.

الأهم أن تعبر بالكلمات بأي طريقة، تحقق الكتابة المستمرة والمتواصلة، بدون توقف.

التميز في هذا التمرين، قوامه استمرار الكتابة بلا انقطاع، وليس جودة معاني المكتوب!

مارس هذا التمرين أربع مرات على الأقل كل يوم، على مدى أسبوع كامل. وفي الأسبوع الثاني قم بالتمرين ثلاث مرات على الأقل يوميا، خلال الأسبوع.

وفي الأسبوع الثالث مارس التمرين مرتين على الأقل كل يوم، طوال الأسبوع.

بعد الأسابيع الثلاثة، انتقل للاهتمام بمعنى الكتابة، وذلك عبر تمرين مشابه للسابق، غير أن قوام التميز في هذا التمرين، حُسن صناعة المعاني في كلماتك وجملك وعباراتك.

كلما قرأت فصلا في كتاب، ضعه جانبًا واكتب ما فهمته من الفصل، ويمكنك أن تناقش الأفكار التي قرأتها، وتبين ما تتوافق معه منها، وأسباب موافقتك، وما تختلف معه من أفكار، وما هي مبررات اختلافك، وإن شئت أن تنقض فكرة ما، أو ترد عليها، أو تطورها وتبني عليها، أو تفرع منها ما ترى من تفريعات.

حاول في بعض التمارين أن يكون تناولك للأفكار بشكل ساخر، وتذكر أن السخرية لا تعني بتاتًا عدم الاحترام.

إن أحببت تستطيع أن تتناول الأفكار بشكل واقعي، كما يمكنك تناولها بأسلوب خيالي، طالما كان مفهومًا للقاريء.

احرص في كتابتك أن تكون جملك قصيرة، وتذكر أن تطويل الجملة كثيرًا ما يجعلها غير واضحة المراد، يصعب فهم معناها.

استخدم الروابط في اللغة العربية قدر الحاجة، وابتعد عن تكثيفها، فكثرتها تربك القاريء وتشتته، وتُصَعِّب فهم المعنى.

كلما قرأت لكاتب يستخدم أسلوبًا جديدًا عليك، حاول محاكاة أسلوبه، بكتابة موضوعات تختار عناوينها، بأسلوب الكاتب الجديد، وذلك بعد أن تكتب معالم أسلوبه، وما يجعله مختلفًا عن غيره. اكتشافك نظريا شكل هذا الأسلوب، وطريقته، ثم كتابتك توصيف الأسلوب الجديد، وما يميزه، ونقاط اختلافه عن الأساليب الأخرى، يجعلك تنجح في تمرين الكتابة الذي تحاكي فيها أسلوب الكاتب المختلف.

عندما تستمتع بقراءة كتاب ما، مارس تمرينا مشابها للسابق. اكتب أولا ما جعلك تستمتع بقراءة الكتاب. حاول توصيف أسلوب كتابة الكتاب الذي أمتعك، ومميزاته، وما يجعله مختلفًا عن غيره. ثم اكتب بعد كل جزء من الكتاب ما فهمته، محاولًا محاكاة أسلوب الكتاب الذي استمتعت به، وبالأسلوب ذاته ناقش أفكار الجزء الذي قرأت، بتأييدها أو معارضتها، مفصلًا ما جعلك تميل للتأييد أو المعارضة، وامدح ما أعجبك في الكتاب فكرة أو أسلوبًا، أو أنقد ما لم يعجبك فيه، كل ذلك، ما استطعت، بأسلوب مماثل أو مقارب لأسلوب الكتاب.

هذه التمارين تمكنك من الكتابة بأساليب متنوعة ومتعددة، وترفع إتقانك للكتابة بالمجمل، وتضفي على كتابتك الكثير من الجمال والإبداع.

أما قراءتك المستمرة والكثيفة، فإنها تصنع لديك مخزونًا ضخما وثراء عظيمًا في الكلمات والمفردات والجُمل، وهذا كله سيكون خادمًا لك عند الكتابة، مما يُعزز من قدرتك على التعبير الدقيق والمتمكن والبارع عما تريد في خلق العبارات المتقنة بالأساليب الأخاذة.

والروابط في اللغة هي: الضمائر بأنواعها؛ للمتكلم والغائب والمخاطَب، منفصلة ومتصلة ومستترة.

والروابط الدالة على السبب أو النتيجة: لأن، لكي، لذلك، لكن، إذن، غير أنّ، إلا أنّ، بسبب، مع ذلك، نظرًا لـ، هكذا، أيضًا، أخيرًا…

وظروف الزمان والمكان: عندئذ، قبل، بعد، الآن، حينما.

وأسماء الإشارة: هذا، هؤلاء…

والأسماء الموصولة: الذي، التي، الذين، ما…

وحروف العطف: الواو، الفاء، ثمّ، بل، حتَّى…

********

العودة للقراءة والكتابة بعيدا عن الإطار الرسمي

8. هل تعتقدون أن العودة إلى القراءة والكتابة خارج الإطار الرسمي تتيح نوعًا مختلفًا من التأمل والإنتاج الفكري؟ وكيف تنظرون إلى هذه المرحلة في حياتكم؟

· أعتقد أن العودة لهذه القراءة مهمة للغاية، بالنسبة لي على الأقل، فالتفرغ لهذه المهمة مظنة جعلها قراءة أكثر عمقًا، الاستيعاب ركن من أركانها، وهو ما يؤهلها لتكون قراءة ناقدة، تصنع من المادة التي تُقرأ أساسًا قابلًا للبناء عليه، أو التفريع عليه، أو مراجعته بما يتضمن قبوله كله أو بعضه، أو نقد مجمله أو شيئا منه، وهذا يتضمن خلقًا دائمًا للأسئلة، التي تجعل الذهن في تحفز دائم وجهوزية مستمرة وفاعلية إيجابية.

والمعادلة الدائمة: القراءة المكثفة، تنتج كتابة جيدة، ومواصلة القراءة، تؤدي إلى تطوير الكتابة، في أساليبها، وتناولاتها، ومعالجاتها، وما يمكن أن تصنعه من أثر لدى المتلقي.

وأنظر لهذه المرحلة من حياتي الشخصية بسعادة غامرة، ومتعة حقيقية، وذلك من فضل الله الكبير عليَّ، فله الحمد والشكر.

********

رسالة من الحوار

9. وأخيرًا، إذا كان على القارئ أن يخرج من هذا الحوار أو من أعمالك بفكرة أو رسالة واحدة، ما الذي تود أن تتركه في ذهنه؟

· القاريء الكريم يملك من المعرفة والوعي والقدرة ما يجعله الأكثر قدرة على انتقاء الأفكار التي يستحسنها.

إن كان هناك رسالة أوجهها لنفسي في المقام الأول، فهي أني يجب ألا أنسى بحال أن الكتابة بأنواعها كافة، هي فعل وممارسة إنسانية، وبالتالي يجب ألا تغيب الإنسانية عن هذه الكتابة فعلًا وتفاعلًا وخَلقًا وصناعةً وتلقيًا واحتضانًا…

كلما كانت الإنسانية، بمعانيها السامية، وقيمها الراقية، أكثر حضورًا في فعل الكتابة وتفاعلاتها، كان الحصاد أطيب، والنتائج أفضل، وواصلنا السمو والتسامي، والرقي والترقي، وبقينا بهمة… في القمة.

*****

والله الموفق.

مؤلفات

تابعوني على

في خاطري شي

من طيبات ابي الطيب

الأرشيف

جميع الحقوق محفوظة 2019

Turki Aldakhil

تركي الدخيل

لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مقالات
    • الشرق الأوسط
    • جريدة الجريدة
    • الإتحاد
    • مجلة اليمامة
    • البيان
    • عكاظ
    • حبر القلب – عكاظ
    • السطر الأخير – جريدة الرياض
    • قال غفر الله له – جريدة الوطن
  • برامج
    • مع تركي الدخيل
    • إضاءات
    • في خاطري شي
  • مقابلات
  • قالوا عن تركي
  • من أنا
  • مؤلفات

© 2019 بواسطة تركيد

Login to your account below

Forgotten Password?

Fill the forms bellow to register

All fields are required. Log In

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In