لا يمكن إلا أن تكون هناك دلالات تستحق التأمل والدراسة، عندما يتأكد وفقا لدراسة حديثة أن 41% من مستخدمي الإنترنت في المملكة العربية السعودية يغردون على شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي.بهذه النسبة يتصدر السعوديون شعوب الأرض في نسبة استخدام تويتر. بل لقد حلت السعودية في المرتبة الأولى بين الدول الأسرع انتشارا على تويتر تليها اندونيسيا ثم الفلبين ثالثا، بحسب الدراسة التي أجرتها مؤسسة «بي أي إنتلجانس».حملت هذه الأرقام وذهبت لمجلس فيه ثلة من العاطلين الساخرين، دخلت عليهم فإذا بالصمت يطبق عليهم كأن على رؤوسهم الطير. سلمت فأومأ بعضهم برأسه دون أن يتفوه ببنت شفة، ولم يتحرك بعضهم، وكأن سلامي أذان في مالطة.لم استغرق كثيرا لأكتشف أنهم مدنقي رؤوسهم للنظر في جوالاتهم، وأجهزتهم الكفية، فتعرفت على بعض السبب، وما زال في داخلي السؤال، فما إن جلست حتى باركت لهم تأهل منتخبنا السعودي لنهائيات كأس آسيا، فما رد إلا واحد، مؤكدا أنه يتصفح هاشتاق تأهل المنتخب، مثنيا على حمل اللاعبين على اعناقهم أحمد عيد، وسليمان القريني، فالتفت أحدهم وكان ساخرا، وقال: حمل أصحاب الفضل طيب، لكن الله يستر ألا يكون بعد الحمل ولادة!ساد صمت مطبق، بعد ان طارت عيني وأنا استمع لتعليق صاحبنا، فأردت أن أكسر الصمت بسؤالي، فقلت: «قرأت أن دراسة جعلت السعوديين أكثر شعب في الدنيا استخداما لتويتر، فما تعليقكم».قال أحدهم: إذا جاء موسم الطيور، خرجت المدن السعودية حتى لتظن أنك في معركة من معارك القرون الوسطى، فلا يبقى في البيوت إلا امرأة أو غير قادر على حمل بندق، وأخشى ما أخشاه، أن يتعامل شعبنا المغوار، مع الطائر الأزرق الصغير، كما يتعاملون مع القميري والدخل، وغيرها من الطيور، التي لو قدر لها للعنت سنسفيل قائد الرحلة الذي اختار لها ديارنا ممرا ومعبرا، وكان الأولى به أن يختارها مكانا لنهاية الحياة، حتى لو كانت قصتهم في رواية لما جاوز مؤلفها عنوان: نهاية عصفور، أو السعودية أرض النهايات!قلت لهم، لماذا لا نفرح، فقد حققنا إنجازا بكوننا الشعب الأكثر استخداما لتويتر، وبينا انا في كلامي إذ صرخ رجل في طرف المجلس قائلا: يا حماااااار، انتفضت ظانا أنه يوجه الكلام لي، فإذا به يخاطب جهاز الهاتف، وأكمل: أوريك يا كلب.التفت علي جاري وقال: لا تشيل هم، حوار تويتري!
جميع الحقوق محفوظة 2019